لمعلمين :سدنة الحرف وحملة الذوق في المجتمع البظاني

بواسطة yahya

🎨 "لمعلمين": سَدَنة الحِرَف وحَمَلةُ الذوق والمعرفة في المجتمع البيظاني
✍️ د. السالم بن دَيْد عبود

🧭 تمهيد

في البناء الاجتماعي البيظاني، الذي تميز بتوزيع متوازن للأدوار والوظائف، تبرز شريحة "لمعلمين" كفئةٍ ذات وظيفةٍ أساسيةٍ في خدمة المجتمع، ومكانةٍ معتبرةٍ في سياق الحياة اليومية والثقافية.

فهذه الفئة، التي نذرت نفسها لإتقان الحرف اليدوية، لم تكن يومًا طارئة على البنية القبلية، ولا دخيلة على الثقافة البيظانية، بل كانت ولا تزال جزءًا أصيلًا من النسيج الاجتماعي، تسهم في العمارة، وتحتضن الفن، وترافق الذوق، وتعين في مسارات الحياة بخبرة وإتقان.

🧱 أولًا: الصناع في صلب الحياة البيظانية

🔹 لقد شَغل "لمعلمين" عبر العصور موقعًا وظيفيًا مهمًا في المجتمع، باعتبارهم أهل صناعة ومهارة.
ومن خلال خبراتهم المتوارثة، ساهموا في إنجاز كثير من متطلبات الحياة اليومية، من أدوات الزينة والنجارة، إلى السيوف والدروع، مرورًا ببناء المحاظر والمساكن، وصناعة السروج وآلات الطرب وغيرها.

🎨 ومما لا شك فيه أن هذه الحرف، وإن بدت بسيطة في ظاهرها، إلا أنها كانت وما تزال علامة على ذوق رفيع، وخصوصية حضارية، لا تقل أهمية عن بقية المهن والمجالات.

🧬 ثانيًا: تنوع الأصول ووحدة الانتماء

🔍 لا ينحدر أفراد "لمعلمين" من نسب واحد أو أصل موحّد، بل ينتمون إلى أصول متعددة؛ فمنهم:

▪︎الشريف الذي يرجع إلى الدوحة الشريفة 
▪︎والعربي الخالص قحطانيا كان أو عدنانيا....
▪︎ومنهم من هو من أصول إفريقية مندمجة في السياق الاجتماعي منذ قرون

🔸 وقد جمعت بينهم الحرفة والمهنة، لا السلالة، فكوَّنوا بذلك وحدةً اجتماعيةً متميزة، قائمة على المهارة، أكثر من النسب.

📌 وهم، في المظهر والعادات واللغة والذوق، لا يختلفون عن سائر فئات المجتمع البيظاني، بل يتشاركون معهم في الروابط الثقافية والاجتماعية كافة.

📖 ثالثًا: العلم والأدب في محيط الحرفة

✒️ على خلاف الصورة النمطية، فقد عُرف عن كثير من "لمعلمين" اشتغالهم بالعلم والأدب والشعر، وظهرت في صفوفهم أسماء لامعة:

▪︎حفظة للقرآن الكريم
▪︎فقهاء وأئمة وأساتذة
▪︎شعراء نظموا في المديح والحكمة والوجدانيات
▪︎رواة وأدباء ومهتمون بالسرد الشعبي

🎓 وهذه الإسهامات تدلّ على أن الانشغال بالحرفة لم يكن حاجزًا دون المساهمة في الحياة الفكرية، بل كان كثير منهم يُزاوج بين الصنعة والمعرفة.

🧨 رابعًا: