عجبت من أمة تضحك ووطنها يتلاشى بين يديها!
+++++++++
تضحك الجماهير عند كل زيارة رئاسية،
الوجوه نفسها، والقبائل نفسها، والضحكات نفسها...
وكأنها طقسٌ قديم يتكرر مع كل من يجلس على الكرسي.
لكن السؤال الموجع:
هل يضحكون للرئيس، أم يضحكون على أنفسهم؟
هل يحتفلون بالوطن، أم بموت معناه فيهم؟
كل رئيس يأتي على أنقاض سابقه،
فتتبدل الهتافات، لا الوجوه،
وتتغير الشعارات، لا العقول،
كأننا نعيش دورة عبث أبدية.
الزعيم يتغير، والولاء يبقى قبليًا،
والوطن… في آخر الصف، بلا صفٍّ له!
أي وعي هذا الذي يجعل القبيلة هي الدولة، والدولة مجرّد ضيف؟
كيف نُصفق لمواكب السلطة، بينما تتساقط هيبة الوطن بين أقدام المصفقين؟
هل بلغ منا العجز أن نتضامن ضد وطننا؟
هل خُدّر وعينا حتى صرنا نعبد اللاوعي باسم الفساد،
ونسير خلف من يلهثون وراء مال الوطن بلا حق؟
ما أشبه ضحكات اليوم بضحكات الأمس،
ضحكنا للمنقلب كما ضحكنا على المنقلب عليه،
وضربنا كفًا بكفّ، ثم عدنا ننتظر القادم الجديد،
ليوزّع الوعود ذاتها، في الحشود ذاتها، بنفس الضحكات!
ألسنا أمةً تضحك ووطنها يتلاشى بين يديها؟
ألسنا شعبًا يبدد قوته في التصفيق بدل التفكير؟
إن أخطر ما أصابنا ليس الفقر، بل فقر الوعي!
فقد صرنا نفاخر بانتماءاتنا الصغيرة،
وننسى أن الوطن هو القبيلة الكبرى التي لم نعد نؤمن بها.
فإلى متى نضحك؟
وإلى متى نظل أسرى مسرحٍ يبدّل الممثلين ويبقي النص نفسه؟
إن لم نبكي الآن، فقد نبكي ذات يومٍ على وطن لم يبقَ منه سوى الاسم…
تحياتي
احمد امبارك




