نحن لا نسرق.. فمن سرق ثرواتنا؟
بعد " اتهامي" يوم أمس للجن بأنهم هم من اختلس و يختلس ثروات بلدنا، طالما أننا متأكدون أن وطننا منهوب و طالما أن أبناء قبائلنا و شرائحنا منزهون عن السرقة، و طالما أن " الجن" دفعوا ببراءتهم من سرقة أموال شعبنا ... فما الذي بقي لنا من الاحتمالات بأن يكون وراء تخلف بلدنا و فقر شعبنا و مرضه و جهله و عطشه و بطالة شبابه و فراره من وطنه في هجرة عمياء نحو مجاهيل العالم... و من الذي تسبب في ارتفاع أسعار مقومات الحياة التي لا غنى عنها، و من المسؤول عن انهيار قيمة عملتنا الوطنية، التي باتت كومة من الأوراق المهترئة ... برغم غزارة و تنوع الموارد الاقتصادية التي يزخر بها بلدنا، و برغم ضآلة سكانه؟
ثمة مخلوقة غريبة من خلق الله، تجمع السرديات و المرويات على خطورتها و فاعليتها في إفراغ كل شيء من مضمونه؛ لعلها وراء مآسينا... يقولون إنها كلما نزلت في شيء، أو بساحته ( إنسان، أو مادة، أو قوة ...)، حولته بلا قيمة و لا فائدة ، لعلها نزلت في ثروتنا و بساحة المشرفين على تسيير أموالنا- فصيرتنا على هذه الحالة البائسة!
لكن، إذا تبرأت هذه المخلوقة من مصائبنا و محننا، كما فعل الجن، فمن نتهم بعدها ؟!!
محمد الكوري العربي




