🔴 تعليق على نص الشيخ سيداتي حمادي (العربي ) والمغالطات الواردة فيه:
النص يقدّم أطروحات فيها خلط وانتقائية واضحة:
1️⃣ الخلط بين الهوية والطبقة الاجتماعية:
الحراطين ليسوا "شعباً مستقلاً"، بل مكوّناً داخل مجتمع البيظان. مثل غيرهم فيهم من كان مالكاً ومن كان عبداً سابقاً تحرر بطرق مختلفة، وفيهم الغني والمتعلم كما فيهم البسيط. حتى لون البشرة ليس فاصلاً: بعض الحراطين بيض البشرة كما أن بعض البيظان سُمر البشرة. المشترك الجامع هو الثقافة الواحدة.
2️⃣ العروبة كهوية جامعة:
البيظان بكل مكوّناتهم (من مارس الرق ومن مُورس عليه، ومن لا علاقة له به، ومعهم إكاون ولمعلمين والطلبة وحسان...) هم عرب بالمعنى العالمي والجغرافي والسياسي ووفق القانون الدولي. اختزال جماعة في خانة "شعب منفصل" هو قراءة أيديولوجية وليست علمية.
3️⃣ الشرعية المفقودة في الخطاب:
بعض الأطر من الحراطين يظهرون في الفضاء العام محذرين الآخرين من "تحديد هوية الحراطين"، لكنهم يتناسون أنهم أنفسهم لم يُوكَّلوا من أحد لتحديد هذه الهوية. ما يملكونه مجرد كتابات أو بث مباشر على فيسبوك، وهذا لا يمنحهم شرعية التمثيل.
4️⃣ التعميم التاريخي والانتقائية:
سرد تجارب مثل هاييتي أو المارون أو الداليت كأنها قاعدة "كونية" لا يصح، فهي سياقات مختلفة تماماً عن موريتانيا.
5️⃣ إشكالية المصطلح:
رفض أطروحة أن مصطلح "الحراطين" اختُلق استعمارياً صحيح جزئياً، لكن القول بأنه متجذّر بنفس المعنى الحالي قبل ابن خلدون فيه مبالغة، إذ لا دليل قاطع على التطابق.
6️⃣ المبالغة في الأرقام:
إيراد أن الحراطين يشكّلون "أكثر من 40%" من السكان دون إحصاء رسمي حديث هو تقدير سياسي وليس حقيقة مثبتة.
7️⃣ المعطيات الكونية:
ينبغي ألا ننسى الحقيقة الكبرى: كلنا من آدم وآدم من تراب. من لديه قسط من الإيمان يدرك أن كل الهويات والأعراق والألوان والشعوب والقبائل مجرد مراحل انتقالية تتجدد وتتشكل وتزول إلى يوم القيامة. وهذا أكبر دليل على أن مرحلة الرق أيضاً ليست سوى محطة تاريخية عابرة لا تمنح هوية أبدية مغلقة.
الخلاصة:
الحراطين ليسوا "شعباً منفصلاً" بل جزءاً أصيلاً من البيظان (والبيظان هنا لا تعني اللون الأبيض). الجميع يشكّلون مجتمعاً عربياً واحداً بثقافة وهوية مشتركة، وأي محاولة لعزل الحراطين عن هذا الإطار ليست سوى قراءة أيديولوجية بعيدة عن الواقع وعن منطق السنن الكونية.
[نص سيداتي في أول تعليق]
🔴 العافية امونكه...🔴
احمد ولدخطري