رؤية حزب البعث من خلال كتاب:
مقالات كاشفة
خفايا تنازع الوجود وإعاقة الانبعاث
------------------
مع أن عنوان هذا التأليف كان موحيا وهادفا' فقد يكون من المفيد أن أستعرض مع القارئ الكريم فقرات موجزة لبعض المعالجات التي هي بالضرورة متعلقة بحزب البعث ' حيث تناول كتاب مقالات كاشفة خفايا تنازع الوجود وإعاقة الانبعاث ' جميع القضايا التي تهم حزب البعث العربي الاشتراكي ابتداء من الهوية ومكوناتها مثل ارتباط موريتانيا بمحيطها العربي لغة وثقافة ودينا إسلاميا وأرضا وتايخا مشتركا.
ورغم أن البعض ظل يرتهن للآخر ويحتكر المنابر وينشر الآراء المغشوشة ويبالغ في الخصوصيات ليكرس آثارا رجعية وشعوبية، تتعاطى مع الإطار القُطْرِيّ الضيق الذي يحاربه البعث مطلقا بعد أن فرضه الاستعمار أصلا، ليضع البلاد في الإطار المنعزل، فإن شعار الوحدة التي تتخطى الذاتيات صار في كثير من الحالات ممارسة تقدمية فعلية'
لذلك تم التأكيد بقوة في هذا الكتاب على مزايا النظرة القومية حيث أوضح أن إشارات التعاون ظلت قائمة بين أبناء الأمة العربية، وكانت موريتانيا حاضرة في ذلك المشهد اقتصاديا وأمنيا و ثقافيا وعلميا..
كذلك فقد تطرق هذا الكتاب اعتمادا على رؤية حزب البعث لمجالات عديدة مثل المقاومة' وتعزيز الاستقلال' والأمن الغذائي' ومحاربة الفساد والشرائحية ' ولعبة تبديل الكراسي ' والتقيد بآداب الاختلاف ' وتأهيل ودمج المعوقين ' والعلاقة بين القبيلة والدولة ' ومرْتَنة الحرف والمهن ' وتقوية النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية وصياغة نموذجها الديمقراطي بما يحرره من انحيازاته المعرفية الغربية ويجعله أكثر ارتباطاً بالسياق الحضاري والثقافي المحلي، وفقا لرؤية تليدة جذَّرها البعثيون عبر نضالهم وكتاباتهم في دورية الدرب قبل أن يجمع بعضها في كتاب "البعث والحراطين" الذي يوضِّح بجلاء كيف كان البَعْثِيون يدافعون عن جميع أبناء الوطن وينشدون الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية.
وقد ركز كتاب مقالات كاشفة كثيرا على تاريخ حزب البعث في موريتانيا وفي سبيل ذلك تمت الاستعانة بالعديد من المصادر التي من بينها كتاب: "رحلتي في الجغرافيا والسياسة" للداه ولد الحسين الذي يقول فيه: "خلال سنة 1969.. تَعَرَّفت على محمد يَحْظِيه ولد ابْرَيْد اللَّيْل الذي كان على صلة بمحمد فاضل ولد سيدي هَيْبَه ومحمد ولد بَابَتَّهْ.
ونتيجة لهذا اللقاء كان من أوائل من اكتسبنا في الثانوية: محمد يَحْظِيه ولد الطلبة وحمادي ولد ابْرَيْد اللَّيْل ولَفْظَلْ ولد عبد الودود ودَفاِلي ولد الشَّيْنْ وحمدي ولد المحجوب وعبد الله ولدابَّاه ولد الشيخ سيديا ومحمد فاضل ولد البخاري وإبراهيم ولد عبد الله وعبد الله ولد حسن ومحمد ولدخباز وخديجة بنت أحمد وأختها الناجية وأَسْلَمْهُم بنت عبد المالك وأختها مريم ومحمد الأمين اشْبِيه ولد الشيخ ماء العينين،وعيسى ولد أحمدُّ وأحمد ولد ابْرَيْد اللَّيْل وميمونه بنت أعمر وهند وآخرون" .
وقد اخترت هنا أن انقل بعض الأسماء التي مرت بالحزب في قوس من الزمن وذلك لحفظ التاريخ وإنصافا لكل من ناضل في سبيل البعث.
كذلك فقد تحدث هذا الكتاب عن دور البعثيين في إفشال محاولة انقلاب 16مارس1981م
التي من تداعياتها أن الرئيس محمد خُونَه ولد هَيْدَالَه زج بالبعثيين في السجون (1981 -1982) بعد أن أقنعه البعض بضرورة إبعاد البعثيين فقالوا له: "من صد عنك انقلابا عسكريا يمكن أن ينفِّذ ضدك آخر".
كما تطرق هذا الكتاب إلى اختصاصات منظمات الحزب التالية:
- منظمة صلاح الدين .
- منظمة خالد
- منظمة الْمُثَنَّى
- منظمة الشعبي (الاسم الحركي لفاضل أمين) ومقرها في السينغال حيث استطاعت تأمين الرفاق المطاردين داخل الوطن وتوفير النشر الحزبي فكانت مجلةُ الدَّرْب تطبع في مقراتها.
وقد خصص هذا الكتاب فصلا كاملا تحت عنوان:
" اتهامات وردود " للدفاع والذب عن حزب البعث وأدبياته وتاريخه المجيد ومناضليه الشرفاء وملاحمهم الخالدة ' حيث وردت في كتاب مقالات كاشفة خفايا تنازع الوجود وإعاقة الانبعاث أسماء المناضلين البعثيين الذين دخلوا السجون وسطروا أروع المواقف في المحاكمات .
كذلك فقد تم الاقتباس بكثرة في هذا الكتاب من أحاديث وكتابات قادة حزب البعث العربي الاشتراكي مثل : محمد يحظيه ولد ابريد الليل ' محمد فاضل ولد سيدي هيبه ' دفالي ولد الشين 'عبد السلام ولد حرمه ' الداه ولد الحسين ' محمدي ولد باباه ' يحي ولد عالي ' اباه ولد اباه ' أحمدو ميح..
مع إدراج نماذج من الشعر النضالي الذي كتبه الشعراء : الخليل النحوي ' فاضل أمين ' الحافظ محمد الامين ' من أجل تخليد بطولات حزب البعث والاعتزاز بها.
وفضلا عن ذلك تطرق هذا الكتاب بإسهاب للقضايا القومية العامة استنادا إلى رؤية حزب البعث تحت العناوين التالية:
- العرب بين تكالب الأعداء وكبوة الجواد وأهمية الكنز
- فرنسا وملحمة التهييج فما أشبه الليلة بالبارحة
- البعث بين رزية انتحال الاسم ومزية القائد
- خلفيات الحروب الأمريكية ضد العراق .
- الأحواز توأم فلسطين أي بديل عن جبهتها المنسية؟
- توحيد التيار القومي العربي لموريتانيا الوسيلة والغاية
- عبد الناصر وثورة 23 يوليو أمة تلد القمم.
- صدام حسين ودوره في حماية الثغور العربية .
- المحجّ اليهودي الفرنسي هل هو بداية التطبيع؟
-كي لا ننسى أن الجرافات الموريتانية هدمت "بيتا إسرائيليا"
- راهنية أسئلة قرطبة وندوة نواكشوط.. نافذة أمل
- "الإسلاميون وقضية اللغة" نظرة في المضامين
- ولد سيدي باب والاغتراب والحضارة والبعث
أيهما أجدى العلاقة مع إسرائيل أم ترميم جسور الأمة لحماية الوطن؟
- مساعي أمم الجوار للسيطرة على الفضاء العربي
- تركيا ومحاولات إحياء التراث العثماني
- هل أصبحت الرؤية القومية لأردوغان منطلقا بديلا لفكر الإخوان؟
- خطر المد الصفوي وحقيقته في موريتانيا .
باباه التراد
