يقول الله عز وجل في محكم كتابه:"إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " صدق الله العظيم
فمن هؤلاء الذين خصهم الله بالذكر فرضا وترتيبا ليستفيدوا مما حال عليه الحول من أموال ميسوري المسلمين وما قد يتصدقون به من ثرواتهم ؟
الفقير من لا يملك ما يَسٌدُّ به حاجاته الحياتية والمسكين من لا يجده كاملا والله جعل هؤلاء الأولى بصرف الصدقات و الزكاوات فالزكاة صدقة.
ثم يكون في الزكاة نصيب لمن يقوم باستحصالها ممن يقدر عليها، أجرا للجهد الذي يقوم به والذي لولاه ما تحصل من الزكاة مال ينفق ولا آخر يتصدق به ولا مال يعزز إيمان المؤلمة قلوبهم، الوافدين الجدد على الإسلام .
و تُصرف أموال الزكاة والصدقات لتحرير المسلمين من نير العبودية فيُدفع منها نصيب لمن يملك رقبة مسلمة تلقاء تحريرها....
أما الغارمون فمن تراكمت عليهم الديون فلم يعودوا قادرين على سدادها أو أن سدادهم لها كلا أو بعضا قد يعرضهم لفقدان أسباب العيش الكريم لهم ولذويهم.
ثم بعد هؤلاء يأتي دور أولئك الذين يقاتلون في سبيل الله لإعلاء كلمته ودفع الضرر عن ديار الإسلام وأبناء السبيل هم هؤلاء الذين تقطعت بهم السبل مسافرين لا يملكون ما يمكنهم من العودة لأوطانهم فيكون لهم نصيب من الزكوات والصدقات ليعودوا لذويهم.
الهبة التى شهدناها دعما لمجاهدي غزة ونصرة لجهادهم أمر محمود وعمل شريف، قد يكون كان من الأفضل أن يأخذ مسالك غير التي أخذ فلا يكون باسم العشيرة ولا يكون باسم القبيلة بل باسم وطن عبر حسابات مصرفية يدفع فيها كل من قدر ما يقدر عليه فلا تكون شبهة في منشإ الفعل ولا دوافعه ولا خشية على المدفوع أن لا يصل أو أن يصل منقوصا أو يصل لمن لا يقدر أن يصرفه كما يراد له، ولكن الفعل المحمود يبقى محمودا بغض النظر عن كل الملاحظات عليه....
ومن الحسنات الكثيرة لهذه الهبات العشائرية أن أثبتت أن بمقدور الناس استحصال مبالغ ضخمة في فترة وجيزة بمجرد أن يؤذن المؤذن أن هبوا وانفقوا ولكم الأجر الكبير في الآخرة وفي الدنيا السمعة والجاه...فما الذي يمنع هؤلاء اليوم أن يجعلوا من هذا الفعل النبيل سُنَّة في كل سَنة في موضوع الزكاة وسنتين أو بضع سنين في موضوع الصدقات ، فيجمعون المليارات لفقراء العشيرة ومساكينها ومن منها أبطأ به منشؤها الإستراقي أن يأخذ بأسباب الحياة الكريمة في آدوابه حيث لا سكن غير خيام من قماش لا تقي من برد ولا من حر ولا من رياح ولا من مطر.....
هؤلاء أخوة وأبناء ورحم ، كثيرهم فقراء وكثيرهم مساكين وغالبيتهم كان آباؤهم يوما في الرقاب ، فهم يحملون ثلاث صفات لمن يجب أن يكون المقصد الأول لكل زكاة وكل صدقة........لم يعد لأحد من عذر
Envoyé depuis mon appareil Galaxy