ويل لراحة البال من الوعي!!
● كلما رأيت شيخا متفطر القلب ، يبكي على ما يجري في غزة و لا أحد يكترث لدمعاته، تذكرت تشظي قلبي لحال أمتي يوم ابتهج أقوام من العرب و المسلمين باحتلال بغداد ... يوم حسبوه فرصة في التاريخ يجب ألا تضيع منهم!
● كنت أقرأ القرآن و أمر على حسرات رسل الله على قومهم بين يدي العذاب ، بقلب غافل لا يعيش حجم الألم الذي يعانيه أولئك الصالحون على أممهم قبل نزول العقاب بهم، حتى عشت بنفسي الحسرة مضاعفة يوم التاسع من إبريل 2003 : عشت ما بين ما ينتظر العرب بعد احتلال العراق من خزي و إذلال ، و ما أرى من عواقب الغفلة و سوء التقدير لدى الذين فرحوا بالغزو و الاحتلال!
● اليوم، نعيش سهوات نخب العرب و شهوات حكامهم إزاء ما يتعرض له إخوانهم في غزة خاصة، و في فلسطين عامة من فواجع الموت قهرا و غما ، و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا بأنفسهم؛ كما حسب المغفلون من قبلهم غزو العراق و تمزيقه فتحا مبينا عليهم!
● ذات سنة ماضية، كنت أذهب إلى مجزرة نواكشوط، و بينما أنا ذات يوم أصعد سلما يمكنني من رؤية قطعان الماشية المرشحة للنحر، رأيت مشهدا مؤلما للغاية عند مدخل بهو الذبائح: مجموعة من الثيران تساق إلى الموت و هي تهرول بمنتهى البلاهة، و على جانبها جمل يساق إلى ذات المصير ؛ كان يرتجف رجفانا عظيما من قدميه حتى رأسه، و كانت الدموع تنهمل من عينيه ... و له حنين كأنه النحيب!
لقد كان الفرحون بإسقاط نظام البعث في العراق كالبقرات تساق، بكامل نشوتها إلى الموت و هي تنظر بكامل غبائها ... و كانت الثلة التي عاشت ألم الأمة منذ الغزو، 2003...، و إلى مدى لا يعلمه ألا الله، كالجمل الذي " يعي" طريقه للموت قبل معاناة ألم الموت !
محمد الكوري العربي