أنا شاعر وأديب كبير
أنا من صحافة هذا الزمان الخطير
تعلمت فن البلاغة والنحو والصرف والفقه
ثم تعلمت علم العروض
وعلم الكلام
قرأت لجبران والمسعدي
قرأت لنازك والمتنبي
ولابن محمدي
قرأت الموطأ وابن كثير
فما ذا بقي سوى أن اقول لكم
إنني كاتب وأديب خطير
حروفي لهيب
وحبري جحيم
وهمسي هدير
وإني بكل شؤون البلاد عليم خبير
لذلك
قررت سلك الطريق القصير
سأكتب في صفحتي كل يوم عمودا
أبين فيه قصور الوزير
وعجز المدير
فإن قسما لي نصيبا
يخفف من نهمي
ويهدئ حرقة حرفي الأجير
يكونا عظيمي بلادي
وأحمهما من عذاب السعير
ولكنني سأظل أغني بمجد الأمير
أنا صحفي كبير
أنا شاعر وأديب خطير
أعيش بإرهاب شعري
وتمييع فكري
وتغيير شكل عجينة نثري
ولا تعجبوا سادتي
فأنا قد رأيت زماني رديئا
وقومي يلوكون فكرا هزيلا
ويقرأ شاعرهم في المحافل قولا ثقيلا
ولغوا طويلا
ومعنى نحيلا
ويدعونه شاعر الوطن العربي الكبير
ولست أنا أيها الناس بدعا
من الشعراء
أو الأدباء أو الفقهاء
أنا صرت تاجر رأي
وفتوى
أبيع كلامي ونفسي
وأرضي وشعبي
لتشبع كل ثعابين بطني
وسوف أقيء لكل غراب
وكل حمار
وكل بخيل
وكل بخيله
حمولة عير
من الشعر
ثم أزيد بحمل بعير
وسوف أقيء الفتاوي البديله
سأفتي بأن العفاف رذيله
وأن الفساد فضيله
سأبقى
أدون كل صباح
وكل مساء
عن الوزراء
عن السفراء
عن الأثرياء
عن الأغبياء
عن الشعب
أدون أيضا ختان البنات
وعن عرس تيبه
وقصة عجل
وعن حشرات الخريف
وعن مصر
والشام
عن برشلونا
عن الفازلين
عن الأوتوبيس
وشكل شفاه البقر
وليست لدي قضيه
و لا رؤية وطنيه
ولا عربيه
فهمي حياة أموت بها مثل أي حقير..
أنا ابن زماني
ألسنا نعيش ضمور الضمير؟
المرتضى محمد أشفاق