الصدق في زمن القص واللصق
في مقابلة تلفزيونية اجريتها هذا المساء، دامت قرابة الساعة، تناولت خلالها محطات دقيقة من تاريخنا الوطني، تم اجتزاء مقطع وحيد منها، هو قولي: "نحن من قتلنا محمد الامين ولد انجيان".
وقطع هذه العبارة عن باقي السياق يشبه تماما من يقول: "ولا تقربوا الصلاة" ثم يسكت، محرفا المعنى ومشوها المقصود، ومضللا من لم يسمع بقيتها.
فقد واصلت الحديث مباشرة بعد ذلك، موضحا أن دبابة اطلقت النار بشكل عشوائي على عدة مبان، من بينها مبنى قيادة الاركان، حيث كان العقيد محمد الامين ولد انجيان، رحمه الله وشرحات انه لم يكن هناك استهداف ولا نية، بل كانت فوضى المعركة هي التي صنعت تلك النهاية المؤلمة.
ما لم يقله الآخرون حديثي في بودكاست شهير، اننا كنا نخطط لان يكون هو الرئيس، إن قبل بذلك، لانه لم يكن متورطا في المال العام، وكان رمزا للنزاهة في مرحلة افتقدت فيها البلاد الثقة. وكما دعوت لانصافه حيا، أتمسك بانصافه شهيدا.
وقد طالبت عدة مرات بإنصاف الرجل وإنصاف ذويه ووصفت بالشهيد وانه من افشل الإنقلاب.
أدرك ان العبارة المبتورة أثارت مشاعر الحزن لدى بعض ذويه ومحبيه، وأتفهم ما تركته من انطباع سلبي واعتذر لذويه من قسوتها.
لكن الكلمة لا تُفهم إلا من سياقها، والنوايا تُقرأ من مجمل المواقف لا من مقاطع مقصوصة.
وإن كانت هذه الحملة التي تُشن ضدي ستعيد للراحل بعضا من إنصافه، ولعائلته بعضا من التقدير الذي يستحقونه، فلا بأس عندي.
فمن يقول الحقيقة في هذا الزمن، عليه أن يدفع الثمن.
احمد وامبارك