شهدت العاصمة الموريتانية، ومعها مدن أخرى، مشهدا مثيرا بعدما خرج مئات المواطنين للاحتفال بفوز الشاب المعروف بـ”غيث الموريتاني” على منافسه المغربي في بث مباشر على تطبيق “تيكتوك” حقق أكثر من 220 ألف مشاهدة وجمع نحو 149 ألف دولار.
الاحتفاء العارم لم يكن بسبب إنجاز علمي أو ابتكار اقتصادي، بل بسبب مباراة افتراضية على تطبيق ترفيهي لا يتطلب أي مؤهلات خاصة، وهو ما اعتبره مراقبون دليلا على تغلغل “ثقافة التفاهة” في أوساط واسعة من الجمهور، وتحول المنصات الرقمية إلى ساحات للفرجة والتصفيق، لا ساحات للمعرفة أو البناء.
اللافت أن هذا “النصر الرقمي” جاء بعد أيام فقط من إطلاق سراح غيث بوساطة وجهاء محليين عقب سحب شكوى قضائية ضده، في مفارقة تزيد من حدة التساؤلات، كيف تحول شخص متابع قضائيا إلى “بطل وطني” لمجرد تفوقه في لعبة افتراضية؟ وأي رسالة يوجهها هذا المشهد إلى الشباب حول معنى النجاح والتمثيل؟
الحدث يكرس، بحسب محللين، ظاهرة أوسع تتعلق بصناعة نجوم “التفاهة” وتحويلهم إلى رموز وطنية على حساب المبدعين في مجالات العلم أو الثقافة أو الرياضة.
ويكشف أيضا قابلية الجماهير للانجرار وراء المحتوى السطحي وتحويله إلى مناسبة عامة، في وقت تتراجع فيه القضايا الجوهرية إلى الهامش