هل بقى من قوة اسرائيل العالمية مايعتدبه؟1

بواسطة yahya

هل بقي من قوة إسرائيل العالمية ما يعتد به؟ 1                                                          صلاح المختار
ليس ثمة شك في ان طوفان الاقصى قد احدث تحولات جذرية في العالم بالنسبة للصراع العربي الصهيوني، حيث انهار الدعم العالمي لاسرائيل على المستوى الشعبي والذي كان يسند المواقف الحكومية الداعمة لاسرائيل طوال عقود،فأضطرت الحكومات لتغيير مواقفها مثل ايطاليا والمانيا وفرنسا وبريطانيا وبقية دول الغرب، فالجماهير خصوصا في الغرب رأت بعينها ، من شاشات التلفزيون وغيره ولم تسمع قصص من الاباء كما كان الامر قبل عصر المعلوماتية والثورة الرقمية،جرائم ابادة جماعية ،بكل ما فيها من تفاصيل بشعة ووحشية غير مسبوقة، خصوصا الابادة بالتجويع ورؤية العالم لاجساد من عظام تموت كل يوم، ناهيك عن التدمير المنهجي  المتعمد لبيوت الناس والمستشفيات والمدارس ومخازن السلع الاساسية!
وتكمل اسرائيل ذلك بالاعلان غير المسبوق من قبل قادتها (اننا نقتل حيوانات تشبه البشر وليسوا بشر)، الامر الذي وضع العالم امام مصير اسود لكل الشعوب التي عرفت ان اليهودي ينظر اليها على انها عبيد وحيوانات، طبقا لمفهوم الجوييم ، وهكذا توفرت البيئة الحاسمة لاحداث انقلاب جذري في العالم ضد اسرائيل ومع فلسطين، وتجلى ذلك في خسارة عشرات الامتيازات التي كانت تعزز فرص اخفاء جرائمها ضد  العرب ، فمنذ طوفان الأقصى خسرت إسرائيل ما يلي: 
1- خسرت أغلب نجوم هوليوود وغير هوليوود خصوصا اليهود منهم، وعبر عن ذلك فرديا وجماعيا بصورة لم تكن قابلة للتصديق قبل ذلك، وهؤلاء هم من بين أهم من يشكلون الرأي العام وسايكولوجيا المجتمع الأمريكي والغربي والعالمي. 
2- خسرت إسرائيل أبرز الصحفيين في الغرب وكانوا سلاحها الأمضى في الدفاع عنها والوقوف ضد العرب، وكانوا يوفرون لها الغطاء الأخلاقي المزيف و يعبئون ضد العرب وخصوصا ضد الفلسطينيين، الآن أغلب هؤلاء أصبحوا من أشد أعداء حكومة نتنياهو والمشككين بشرعية وأخلاقية إسرائيل. 
3- خسرت إسرائيل الأنتليجنسيا اليهودية في العالم والتي كانت تمثل المفكرين والخبراء والمختصين والفنانين والأدباء، وهؤلاء أيضا كانوا من أهم أسلحة إسرائيل التي حمتها طوال 70 عاما، والآن هؤلاء يقفون بغالبيتهم الساحقة ضد إسرائيل وليس ضد نتنياهو فقط لأنهم يعرفون أن نتنياهو يستمد شرعيته من انتخابه وهو الآن يتمتع بالأغلبية في الكنيست الإسرائيلي في إشارة لا تخطئ إلى أن المشكلة ليست في نتنياهو بل في الكيان الصهيوني نفسه، وهذا الاكتشاف من قبل هؤلاء يجرد إسرائيل من الشرعية المفترضة لها طوال سبعة عقود، فالمجتمع الذي يوافق على إبادة الآخر بلا رحمة لا يملك أي شرعية ولا يستحق أي تعاطف. 
4- خسرت أسرائيل الوحدة الداخلية لأكبر القوى الداعمة لها، وهي الحركة الإنجيلية في امريكا التي تعتبر نفسها المدافع الاشرس عن إسرائيل وتشكل أحد اهم مصادر المال الذي يأتيها والدعم الإعلامي والدعم السياسي، لأنها مسيطرة على اللوبي الصهيوني في أمريكا والغرب عموما، الإنجيليون الآن في حالة انشقاق حاد لأول مرة في تاريخهم فبعضهم ضد سياسات نتنياهو وبعضهم ما زال معه ومجرد حصول هذا الانشقاق يعد ضربة مؤلمة للحركة الصهيونية عموما. 
5- خسرت إسرائيل حركات الشباب في العالم فأصبح الشباب يفتحون عيونهم على رؤية جرائم إسرائيل في التلفزيون فلا يبقى لهم من خيار إلا معاداتها ورفض الجرائم البشعة التي ترتكبها، وذلك جعل حركة مناهضة اسرائيل تتمتع بالحيوية والصمود. 
6- خسرت إسرائيل الحصانة التامة التي كان يتمتع بها أعضاء الكونجرس من أتباع لوبيها وظهر الكثير من الشيوخ والنواب يهاجمون إسرائيل في حملاتهم الانتخابية لأن هذا الهجوم أصبح ليس فقط تعبيرا عن استيقاظ الضمير بل أيضا وسيلة من وسائل كسب الرأي العام الأمريكي في الانتخابات وهذا مناقض تناقضا جذريا مع السياق السابق لكيفية كسب الانتخابات، حيث كان دعم اسرائيل اول طريقة. 
7- خسارة إسرائيل الكثير من جنرالات وضباط وطياري الجيش الأمريكي وجيوش أوروبا الأخرى الذين كانوا من بين من يدافعون عن إسرائيل حتى بالطرق العسكرية، وأخذنا نشهد التمرد وعدم تنفيذ الأوامر بنقل السلاح إلى اسرائيل كما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية واعتقل طيارون وضباط .
8- خسرت إسرائيل الأمم المتحدة بالكامل ما عدا الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تستخدم لحماية إسرائيل تحت غطاء وجود اعتراف عالمي بها، والآن الأغلبية الساحقة من الدول تطالب بتوقيع عقوبات على إسرائيل بل وبطردها من الأمم المتحدة، وهذا التطور يمهد لإجراءات عملية لاحقا ضد إسرائيل. والطريقة المهينة التي قاطعت فيها الجمعية العامة نتياهو مثال واضح .
9- خسرت إسرائيل أقرب الحلفاء لها وهي ألمانيا، التي أجبرت على إعادة النظر بموقفها من إسرائيل نتيجة مواقف دول الاتحاد الأوروبي الأخرى الشجاعة خصوصا إسبانيا وايرلندا اللتان تصدرتا قائمة من يقودون الحملة العالمية ضد جرائم إسرائيل، واتخذت اسبانيا إجراءات خطيرة منها منع مرور السلاح عبر اراضيها الى إسرائيل ومنع شراء السلاح من إسرائيل وبيعه لها ،ومنع مرور أي قوافل جوية أو بحرية تحمل السلاح إلى إسرائيل ومقاطعة إسرائيل اقتصاديا وقطع الصلات معها، وهو ما أجبر لاحقا بريطانيا وإيطاليا أيضا على الالتحاق بمسيرة رفض السياسات الإسرائيلية لدرجة أن أغلبية دول الاتحاد الأوروبي الآن تدين سياسة نتنياهو، وهذا تحول خطير لأن أوروبا كانت الحارس الثاني لإسرائيل بعد الولايات المتحدة الأمريكية. 
10- خسرت إسرائيل الجامعات العريقة في امريكا التي انقلبت من مصادر قوة ودعم لإسرائيل إلى مصادر رفض وإدانة من خلال التظاهرات الكبيرة التي نظمت والاحتجاجات والشعارات التي رفعت،وحصول وعي جديد في الأوساط الأكاديمية التي تقف ضد إسرائيل بصورة علنية. 
11- خسرت إسرائيل عندما أجبرت جرائمها الكتل السكانية في الولايات المتحدة مثل الهسبانك والسود وغيرهم من المواطنين الأمريكيين على الالتقاء عند قاسم المشترك وهو رفض جرائم إسرائيل. 
12- خسرت إسرائيل حينما وقفت أمريكا اللاتينية بشجاعة وكان رئيس كولومبيا هو الأشجع والذي طالب بتشكيل جيش اممي لوضع حد لجرائمها وتبرع ب 20,000 جندي ليكونوا طليعة هذا الجيش، وهذا تطور غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الصهيوني. 
13- خسرت إسرائيل حينما وقف أمين عام للأمم المتحدة يدين سياسات إسرائيل بهذه القوة وبهذه الشجاعة لدرجة أن الكثيرين دهشوا لجرأته وعدم خوفه من النتائج. 
14- خسرت إسرائيل الكثير من التكنوقراط  والبيروقراط في الجهاز الإداري الأمريكي ومن المؤسسات الأمريكية، وهؤلاء كانوا هم الذين يعدون الأسس للمواقف السياسية ألامريكية من خلال البحوث والقرارات والردود والرسائل ....إلخ هؤلاء وقفوا ضد إسرائيل وجرائم نتنياهو بقوة. 
15- خسرت إسرائيل الشعور بالأمان لها ولمواطنيها في كل العالم حيث أخذ الإسرائيليون يتعرضون للاعتقال أو للهجمات من المواطنين العاديين في مختلف البلدان . 
16- خسرت إسرائيل حتى في المجالات الرياضية فظهرت دعوات لقوية لمقاطعة إسرائيل رياضيا ،وكان ذلك مستبعدا في السابق رغم ارتكاب إسرائيل وقتها أيضا جرائم كثيرة لكن جرائم غزة تجاوزت كل الحدود المتوقعة. 
17- خسرت إسرائيل حتى في مجال المصارعة حيث أن المصارعون من مختلف البلدان كانوا أما يرفضون المصارعة مع الإسرائيليين أو يهينونهم ويشبعونهم ضربا ويرفعون علم فلسطين أثناء القيام بذلك. 
18- خسرت إسرائيل صورة البلد المتحضر والديمقراطي والمدافع عن حقوق الإنسان وظهرت على حقيقتها متوحشة لا إنسانية لا تحمل أي معنى من معاني احترام كرامة الإنسان وحياته، وهذا الانطباع العالمي أخذ يتعزز يوما بعد يوم وهو يحفر خندقا يفصل إسرائيل عن بقية الشعوب .يتبع.
[email protected]
29-9-2025

صلاح المختار