واقع .. لا بأس بتقنينه!!

بواسطة yahya

واقع .. لا بأس بتقنينه!!
أرى أن الأمر عادي إذا تصالحت موريتانيا مع واقع الحال فيها  بوضوح ، و بالدستور.
● فأي بأس في تصنيف المواطنين إلى فئات من  درجات متفاوتة، تبعا لمستواهم المالي و المادي، بحيث يصبح عندنا بحكم القانون و قوة الدستور  مواطنون  من درجة أولى لا يسألون  و لا يحاسبون و لا يعاقبون، مثل( ...، الوزراء، الأمناء العامين، رؤساء المؤسسات و الوكالات العمومية، و كبار ضباط المؤسسات العسكرية و الأمنية، و الأميين و المنافقين من البرلمان الوطني، و المشهود لهم بالتزلف في الأنظمة و الفاسدين و المفسدين في  الأزمنة السابقة كافة،  و الجهلة من أعيان القبائل ، و من ثبتت عليهم،  في هذه الحقبة،  سرقة المال العام  و أدانته تقارير  مفتشيات الدولة و محكمة الحسابات، و من تواترت على نهبه لأموال الكادحين  ألسنة الخلق ...و جميع إخوان لوط، و أخوات إمرأة نوح و  إمرأة لوط...) .
و أسفل من الفئة المحظوظة ،  مواطنون من درجة ثانية تشمل ما يطلق عليه الطبقة الوسطى( الأطباء ، الأساتذة، المعلمون و المراتب ما دون العقداء من الجيش و الدرك و الحرس، و ما دون المفوضين في سلك الشرطة... و الولاة، و رؤساء المحاكم،  و أصحاب الدخل المحدود، عموما ...)
و   تحت الفئة الثانية   تأتي الدرجة الثالثة  و هم سكان الترحيل و أحزمة الفقر  حول المدن الكبيرة و بؤر البؤس  و الحرمان داخل البلاد، على سبيل المثال لا الحصر : (  من لا دخل لهم جميعا، و المتمسكون بالأخلاق و ما يسمى بأصحاب المبادئ و الوطنية، و أهل العلم العاملون بعلمهم و دينهم، و كل من يراعي حرمة في الدين أو في القيم...) ؛على أن  ينظم القانون العلاقة بين هؤلاء المواطنين حسب درجاتهم  و يحدد حقوق كل فئة  في الاقتصاد الوطني و نسبة الحق في فرص التوظيف و نوعيات المناصب التي تخص كل فئة من هذه الدرجات... و أي باس في منح وشم مميز لكل أفراد فئة على حدة بما  يسهل على ضيوف البلاد التفريق بين فئات مواطني بلدنا  أثناء استعراضهم في الاستقبالات! 
● هذا هو واقع الحال، و تقنينه يسير، خاصة في ظرف كهذا، لم تعد فيه نخبة سياسية وطنية تهتم بالعدالة و المساواة و لا النضال في سبيل ما كان يعرف في العصور البائدة بالقضايا الكبرى  ، خصوصا  أيضا  أن  الأرصدة البنكية  بين كبار  العسكريين و أثرياء التجار و رجال الأعمال قد تماثلت ، و رأس المال جبان... و يساعد في القانون الواقعي بيأة دولية مربكة للجميع ، لكل من طغاتها و صناع القرار فيها شأن يغنيه عن الانشغال بشعارات عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، كحقوق الإنسان، و حق المساواة، و نبذ العنصرية  و التصنيف على أساس الكراهية و الإزدراء! 
● أما القانون الثاني الذي لا يقل أهمية و عملية عن القانون الأول و ينسجم مع هذا المنطق العبثي السائد، فهو ضرورة سن قانون جديد يخص الملونين و دعاة الشرائحية  و العنصريين الإثنيين ، من مواطنينا،  يستثنيهم من  تطبيق القوانين المعمول بها في الفئات المنوه عنها أعلاه،  و يعفيهم من قول الحق، و من المعاقبة على  أعمالهم الإجرامية ، كيفما كانت فظاعتها ، بحق الأفراد و المجتمع، و يمنحهم الحق في  ارتكاب ما يحلو لهم من ممارسات و مسلكيات و شائعات و تفاهات و بذاءات، و شائنات و مشينات...  و تجريح في أعراض الأفراد و تشريح لأمن و أمان المجتمع... و يسمح لهم بالتعدي على ممتلكات الأفراد و الأسر و الجماعات و المس  بسلامة  حياتهم  و التصفية لأجسادهم بالسكاكين و الخناجر ... و العصي لكل من يحاول مقاومتهم، في الشارع ، أو البيت، أو في السيارة...
إنهم يجدون  سعادتهم في ترويع الأبرياء من النساء و الولدان... و من أقعدهم المرض أو الهرم؛ لأنهم يطاردون التاريخ في الحاضر، طلبا  للثأر منه بالحق... و الحق هو ما يقولون و ما يقررون ،  و ما يعملون!!!

محمدالكوري ولد العربي