من يروّج لدعاية العنصرية ضد جيشنا وأمننا... يوجّه رصاصة إلى نفسه.
-----'---------
لم أخض من قبل في موضوع تلك الصور التي تُتداول لضباط قواتنا العسكرية والأمنية، في إطار دعايةٍ خبيثة تزعم أن مؤسساتنا عنصرية، لأنها ـ بزعمهم ـ حكرٌ على مجموعة واحدة من أبناء هذا الوطن.
ورغم ما في هذه الدعاية من خطورةٍ وكذبٍ مقصود، فإنني أقول: نعم، هذه المؤسسات ـ كغيرها ـ تتأثر ببيئتها، وقد تخضع في بعض زواياها لمعيار الوساطة والمحسوبية، لكن لا يمكن، ولا يجوز، أن نُعمِّم ذلك.
ولكي نفهم الصورة بعمقٍ أكبر، أردت أن أنقل لكم هذا الفيديو من مسابقة دولية في دبي، لم تتدخل فيها الدولة لتحديد من يشارك، ولم تفتح لأحدٍ طريقًا دون الآخر، بل تركت الساحة لمن تعب وسهر وسعى.
العائلات التي آمنت بالعلم دفعت الثمن من عرقها، ومن قوت يومها، لتصنع لأبنائها مقعدًا في المستقبل، بينما بقيت فئات أخرى أسيرة ذاكرةٍ طويلة من الإقصاء والتهميش.
المشكلة الحقيقية لا تُختزل في صورةٍ أو شائعة، بل في ضرورة أن يتخذ النظام السياسي إجراءاتٍ جذرية تعيد التوازن إلى مدارسنا وكلياتنا ومحاظرنا.
علينا أن نخلق عقلية جديدة تمحو الخوف من التعليم، وتكسر عقدة الحرمان التاريخي، وتُعيد للمدرسة دورها كجسرٍ لا كسيف.
من كان يرسل أطفال تلك الفئة إلى المحاظر في زمن السيطرة على أجسادهم وعقولهم؟
ومن زرع فيهم الخوف من المدرسة ليبقى الجهل سيّدهم؟
المسألة أعمق من لون البشرة وأخطر من الصور المتداولة... إنها معركة وعيٍ وهوية،
فالدعاية التي تُبث ضد أطر مؤسستنا العسكرية والأمنية ليست بريئة،
بل سُمٌّ يُراد له أن يسري في شرايين الوطن، ليصنع بين أبنائه عداوةً تُفرح العدو وتُضعف الصفّ.
فلنحذر من الأفكار التي تلبس ثوب المظلومية لتغتال الوطن من الداخل.
رابط الفيديو في أول تعليق
احمدو امبارك




