ليست الأسماء المتحركة مجرد رواية للشاعر احمدو ولد عبدالقادر انها اكثر من ذالك بكثير

بواسطة yahya

ليست "الأسماء المتغيرة" مجرد رواية للشاعر أحمدُّ ولد عبد القادر؛ إنها أكثر من ذلك بكثير

خلال مأمورية محمد الأول ظللنا نمدُّ أصابعنا فيهم جهارا صارخين: أيتها العير إنكم لسارقون..
ثم لَمّا انقضت العشرُ العِجافُ وخلَف مِن بعدهم خُلفٌ ضائعٌ مُضيّع، كانت المسروقات أكواما لا تحجبها المخازن ولا تُخطِئُها عيون 
لكن محمد الثاني لم يَكن لِيأخذ سلَفَه بما كسبَتْ يداهُ إلاّ حين أرادَ أن يُفقِدَه صواعَ الملك؛ حينها فقط صارَ على الأول أن يكون سجانا مُكرَهًا وعلى الثاني أن يلبثَ في السجن بِضعَ سنين…

ثم أُخرجَ أعوانُ محمد الأوّل مِن المسألة إخراجَ الشعرة السوداء من العجين، فرأَينا رأيَ العين كيف تشهد على الرجالِ ألسنتُهم وأيديهم وأرجُلُهم بما كانوا يكسبون..
وأبصرنا الشهود رجالاً كانوا يده التي يبطش بها وأرجلَه التي يسعَى بها ولسانه الذي يَسلِقُ به ..
ومَشينَا في جنازة الوفاءِ والرجولة يومَها باكين

هناك كان الفصل الأول من "الأسماء المتغيرة"، حين يبوءُ اسمٌ واحدٌ بإثمِه وإثم 300 معه، فيتبوّؤن مقاعدَهم الوثيرةَ في السلطة؛ متباهين ببراءةِ الراشي وطُهرِ المُومِسِ، ويَخلد هو في السجن 
على أنه رأسُ ذلك كله، ولكن العدالة شاملة أو لا تكون ..

ثم دار الذهرُ دورتَه وجاءت بعد ذلك ستٌّ عِجافٌ تراكمت فيها المسروقات أكواما وأهرامات، وانتفخت أوداجُ السارقين، فعُدنا لتكرار: أيتها العير إنكم لسارقون

حتى إذا جفّت حلوقُنا وابيضّت مآقينا واتّسَعَ خَرقُ الفسادِ على راتِقِه جاؤونا بقائمة تكررت فيها "الأسماء الخمسة" معروفةُ الإعراب؛ واكتفوْ بذِكر كل (نائب فاعلٍ وبَدَلٍ وحالٍ) وتناسَوْ أنهم جميعا مجرورونَ بِباءٍ واحدةٍ سبَقَت في الأزل؛ وأن كل "الأسماء التالية" هي مضافٌ إليه ما قبلَه مجرورة مكسورة ..

فأيُّ الفريقَين أحقّ بالأمن إن كنتم تعلمون!

إن "التوحيد الحق" يقتضي حفظا وفهمًا لِ "الأسماء والصفات" ولا يمكن تغيير مجرَى النهر دون تغيير الجغرافيا، وقطعٍ شامل للراوفد والتِّرَعِ والمجاري، وقد يتراكمُ"الطميُ" في القاعِ  فتضطرُّ المياهُ المتدفقةُ لِخلقٍ مجرًى جديد تنمو على جنباتِهِ الأعشابُ وتتشابكُ الظلال، ثم لا يبقى من "المسارِ القديم" سوى أخاديدَ جافّة وبقاعٍ مبتَلّةٍ محصورة ..

وإذا كانت حَجّةٌ واحدة تكفي لغفران عُمرٍ كامل من الذنوب عند الله، فإنّ الشعوب رحيمة وغفورة لِمن رَبَت على أكتافها وواساها بصنائع المعروف، ولا يكون ذلك إلا بِ"التّحَلُّلِ" من هؤلاء و"الإحرام" وكنسِ السُّلمِ مِن الأعلى نزولاً إلى "العَتَبات"..
لكن الوقت يضيق كل يوم، وأبواب التوبة المواربةُ الآن ستكون موصودةً في بِضعِ سنين

ولا يمكن فصلُ الرأس عن الجسد إلا في حالة واحدة هي: الموت
#اللعنة_على_صوملك

خالد عبد الودود