ستذهبون مثلهم!!
لا حاجة لمن عظمه رب العالمين بتعظيم البشر... وأي حاجة للنبي الأعظم عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام بكرنفالات يتصدر واجهاتها أكلة أموال الفقراء و اليتامى و العطشى، كما يلتهم التمانوار النمل، ... في بلد يتفرعن عليهم التافهون و الساقطون و الأرذلون ... و غير بعيد من هذه الصور الاحتفائية البهية هناك من يرفع أكف الضراعة ليجد كسرة خبز يسكت بها قرقرة أمعاء أطفاله أو جرة من ماء يطفئ منها حرقة حلقه... أو يصل صوته لرفع مظلمة في عمل قُهر فيه أو في مسابقة أقصي منها بغش أو رشوة... أو في قطعة أرض اغتصبت منه بسطوة نافذ، أو بمحسوبية لسيدة طاغية تحت سيد طاغ ... هل هذا مما يرضي رسول الله صلى الله و سلم عنا؟ وهل رسول الله ممن تختلط عليه المسائل بكثرتها؟ أو بتعاقبها؟ أو بمزج حسنها بسيئها...؟!
هذا يحصل فقط لعامة الناس و السفهاء من بينهم في أحزمة الفقر في موريتانيا، في أحياء الترحيل، و حشود رعاع القبائل في القرى و البوادي...
حاشاه ما أعظم شأنه!
لو صدقتم الله في تعظيم هذه المناسبة العظيمة و تبجيل أعظم نبي حاكم حقا لنظمتموه بنية الامتثال للتطبيق ا تحت عناوين: كيف نتبعك يا رسول الله؟ كيف نتخلق بخلقك العظيم؟ كيف نسوس عباد الله بهديك و تعاليمك؟ كيف نسير شؤون الرعية( الدول) بورع و عفة و زهد و استقامة أصحابك من بعدك؟ ... تحت عنوان من أين لك هذا ؟أو مما اكتسبت هذا... كيف نترجم سيرتك العطرة إلى أسلوب حياة و نهج عمل؟
فكيف يرضى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن احتفائياتنا بمولده أو يصدق حبنا له و بلادنا على ما هي عليه من ظلم مستشري و كذب يجري مع أنفاسنا و نهب منظم معلن و نفاق فاضح و تملق مقرف و احتقار للضعفاء و تعظيم و تفخيم للمرفعين بالمناصب السامية بغير وجه حق... مع صمت مطلق من جمع الاحتفال بالمولد الكريم !!! ؟
قولوا للناس بحق رسول الله صىى الله عليه و سلم أي شيء دار في هذه الاحتفائيات يرضي الله و رسوله، مما يرفع مظلمة أو يعيد حقا ... مما يعطي بشارة خير عن تغيير الأحوال و ظروف المظلومين و المغلوبين ...!! ما الذي سترفعه الملائكة مما سمعت منكم و يسعدكم في لحودكم، عندما تذهبون و يذهب كل شيء من مديح مطنب و حلويات في الردهات و إكراميات خلف الستائر ... هل نسيتم كيف ذهب الأولون مع ما نالوا ، و كنتم شهودا على ذلك !
و ستذهبون مثلهم ...
محمد الكوري العربي