الي السيد/سعادة السفير الفرنسي عبر وزيرتنا للتهذيب الوطني

بواسطة yahya

إلى السيد / سعادة السفير الفرنسي، عبر وزيرتنا للتهذيب الوطني!! 
اللغة العربية ليست بحاجة للغة تكملها؛ و اللغة الفرنسية ليست منافسة للغة العربية في موريتانيا  فحسب؛  بل هي الخنجر المسموم  الذي تطعن به فرنسا هوية هذا البلد كلما تقدم خطوة واحدة  على طريق التحرر من  الاغتراب اللغوي و عقدة الدونية الحضارية! 
 أغرب ما في هذا البلد أن " نخبه" سعيدة بجعله بطيخة" شركاش برية" ، ليس لها مالك و لا يعرف متى سقطت بذرتها حيث نبتت... و يقطفها كل عابر سبيل !
قبل سنوات ، صرح وزير  سابق للتعليم " الوطني" بأنه " منتوج" فرنسي ، و بالأمس "تزف" وزيرة التعليم " الوطني" " بشرى " للفرنسيين أن اللغة الفرنسية ستظل حاضرة في منهاج التعليم  الموريتاني " لضمان تكافؤ الفرص" بين الموريتانيين ! 
أحيانا نقسو على أشخاص قذفت بهم الظروف لتقلد مناصب معقدة ... من أين جاؤوا و كيف جاؤوا إليها لا يدرون، لكنهم جاؤوا ...  من دون  تجربة حياة كافية و لا تجربة سياسية و لا  عملية تبصرهم بمزالق الخطاب؛  فيجرفهم موج الحماس  في المناسبات؛  فيقولون ما لا يفقهون!
لو كان الأول يفقه عمق الكلمات  لما وصف نفسه، تحت علم بلاده،  بأنه " منتوج" فرنسي ، و لو كانت الثانية أحسن منه إدراكا لما نعتت، تحت علم وطنها،  اللغة الرسمية لبلدها بأنها جائرة ضد بعض مواطنيها لتنشد لهم الإنصاف و العدالة في لغة أجنبية! 
فاللغة العربية ، في فحوى  الخطاب، عائق لتكافؤ الفرص بين الموريتانيين ؛ و اللغة الفرنسية ضمان لهذا التكافؤ! 
حتى السفير الفرنسي كان مؤذيا  في كلمته لكن  بحنكته الديبلوماسية  أكثر احتراما ، في ظاهر الخطاب، للغة العربية و للموريتانيين! 
أما "المنتوجان" الفرنسيان  المكلفان بإنتاج الأجيال الوطنية في موريتانيا، فصفهما بما شئت!!

محمد الكوري ولد العربي