كتب الأستاذ دياو عبدُ الله على صفحته :
السيد بيرام ولد الداه ولد أعبيدي،
تكشف رسالتكم المفتوحة مرة أخرى عن أحد الانحرافات التي يُؤخذ عليكم منذ سنوات، وهو رغبتكم في الاستحواذ على كل نضال إفريقي لدمجه في منطقكم الخاص القائم على الصراع والتمحور المجتمعي. غير أنّ ما تحاولون ربطه بنضالكم لا يخصّكم، والثورة السنغالية لا تمتّ بأي صلة لأساليبكم ولا لمرجعياتكم ولا لخطابكم.
تستمرون في تقديم نضالكم كنموذج إفريقي شامل، بينما يرى الكثير من المراقبين أنه مسار مطبوع بالتشدد الهوياتي، وبالمواجهة الدائمة، وبهاجس مجتمعي يتعارض مع المبادئ الجمهورية. وعلى النقيض من ذلك، فإن المشروع الذي يحمله عثمان سونكو وباسيرو ديوماي فاي هو نموذج للانضباط، وللنزاهة الأخلاقية، وللوطنية المسؤولة. فـ«باستيف» يفتح آفاق المستقبل، أما منهجكم فهو يضاعف الانقسامات.
وعلى عكس ما يجربه بعض القادة السياسيين في أماكن أخرى للظهور إعلامياً، لم يبنِ عثمان سونكو مكانته قط على إهانة جماعة، ولا على استهداف طائفة دينية، ولا على تهديد مكوّن من شعبه. فهو لم يَقُم يوماً بـ: إهانة علماء الدين لكسب التصفيق، أو شيطنة إحدى المجموعات لاستمالة أخرى، أو اتهام دولته بالتمييز العنصري، أو استغلال الألم الهوياتي لبناء مسار سياسي، أو حرق الكتب أو الرموز الدينية لإرضاء دوائر غربية تبحث عن محرضين مطيعين.
لقد خاض سونكو معركته في ميدان الأفكار، لا في ميدان الكراهية. وهذا هو الفارق الجوهري بين قيادة وطنية وبين تعبئة مجتمعية مغطاة بشعارات إفريقية.
تتغطون بجوائزكم وتكريماتكم وكأنها تضعكم فوق الجميع. غير أن هذه الجوائز كثيراً ما مُنحت لأسباب سياسية، لا لفضائل لا تشوبها شائبة. فالتاريخ العالمي مليء بلافتين مثيرين للجدل، لم تجعلهم أساليبهم – التي كانت أحياناً متطرفة – قدوةً أو نماذج يُحتذى بها. فالجائزة لا تُغني عن الحصيلة، والكأس لا يُغني عن الأخلاق.
أنتم تصنعون الانقسامات؛ و«باستيف» يصنع التلاحم. أنتم تبحثون عن أعداء داخليين؛ و«باستيف» يبحث عن حلول وطنية. أنتم تُصدّرون صراعاتكم إلى الخارج؛ و«باستيف» يواجه تحديات البلاد على الأرض، دون هروب، ودون صفقات، ودون تنازلات. أنتم تتحدثون باسم إفريقيا متخيلة؛ و«باستيف» يتحدث باسم الشعب السنغالي، ذاك الشعب الذي عانى، وصمد، وانتصر بكرامة.
لا شيء، لا شيء على الإطلاق يخولكم نسب انتصار السنغاليين لأنفسكم. فليس هذا نضالكم. ولا منهجكم. ولا فلسفتكم السياسية.
الثورة السنغالية لن تُخفف، ولن تُحرَّف، ولن تُستغل. وهي لن تُبنى أبداً على الكراهية أو العرقية أو المسرح الدائم للصراع الاجتماعي.
«باستيف» يجسد وطنية لا تُشترى، ولا تُباع، ولا تُصدّر، ولا تُساوَم. أنتم تحاولون الوجود من خلالهم. أما هم فيوجدون بشعبهم. وهنا بالضبط يفترق طريقكم عن طريقهم إلى الأبد.
ضياو عبد الله (AKS)
مناضل من أجل العدالة والحقيقة والديمقراطية في موريتانيا
ملتزم بمعارضة مسؤولة وموحّدة وفي خدمة الشعب
✊🏽 لا للمغالطات، لا لزعزعة الاستقرار
🇲🇷 من أجل موريتانيا قوية، عادلة وموحدة




