من الدفاع عن سراق القبائل إلى الدفاع عن سراق الحركات الإديولوجية!!
قبل ثلاثين سنة من الآن، لم تكن القبائل تنتخي لأبنائها الذين يقعون في شبهة اختلاس المال العام و لم تكن تتحسس من التشهير بهم؛ بل ربما تبرأوا منهم، اللهم محيطهم الأسري الضيق. و مع النصف الثاني من فترة ولد الطايع بدأت قيم المجتمع تنتكس، و أصبح أكلة المال العام يكسبون مواقع متقدمة بسرعة البرق في صدارة الاهتمام القبلي... حتى وصلوا إلى التربع على عروش قبائلهم "بفضل" ما نهبوا من أموال و ما سرقوا من أمانات عمومية فرضوا بها رمزيتهم و توقيرهم؛ و بات من يتعرض لأحد من هؤلاء، تلميحا أو تصريحا، في موضوع سرقاتهم، تنهال عليه سهام و سباب غوغاء قبائلهم! و أخشى أن تحذو الحركات السياسية الإديولوجية و النخب الشرائحية و الإثنية حذو القبائل، فيصبح سراق المال العام من المحسوبين على هذه الحركات و الشرائح و الإثنيات موضع تقدير و تبجيل... إلى الحد الذي يجعل هؤلاء السراق رموزا يحرم بتاتا الإشارة إليهم بأي تلميح ... فالحرطاني الشرائحي لا يدخر جهدا في فضح السراق من" البيظان" لكنه يدافع عن السراق من شريحته، و القبلي يهاجم السراق من القبائل الأخرى و يرفع السراق من قبيلته مكانا عليا من الطهرية، و الزنجي العنصري يتهم البيظان جميعا بالسرقة ، بينما يستغشي ثيابه عن رؤية سرقات أبناء إثنيته ... و لربما نشهد قريبا البعثيين ينافحون عن حصتهم من سراق المال العام، و الناصريون كذلك، و "الأمدئيون" ... و الإخوان المسلمون .... و هكذا يتفرق "دم" ثروة الشعب الموريتاني بين السراق القبليين و الشرائحيين و الإثنيين و الإديولوجيين ...
أي عبيثة!!
محمد الكوري ولد العربي