لقد اعذر من انذر

بواسطة yahya

في البيان الصادر عن القيادة العامة للجيش المالي المرفق،  أقرّت السلطات العسكرية ضمنيًا بفعالية الطوق الذي تفرضه كتيبة ماسينا على العاصمة باماكو، ووصفت الانسحابات الميدانية الأخيرة بأنها انسحابات تكتيكية.

من خلال قراءة دقيقة للبيان وسياقاته الميدانية، يمكن تسجيل الملاحظات التالية:

1. هذا الاعتراف مؤشر واضح على أن الدولة المالية تترنح تحت ضغط الحصار، وأن قواتها تفقد زمام المبادرة في الميدان، ما ينذر بانهيار وشيك لمنظومتها العسكرية في الوسط والجنوب.

2. البيان يحمل ملامح تهيئة للرأي العام الداخلي تمهيدًا لصدور البيان رقم واحد لإعلان إزاحة الجنرال أسيمي غويتا، وإن لم يحدث انقلاب، فالفوضى قادمة لا محالة.

3. على بلادنا رفع مستوى الجاهزية العسكرية والأمنية واللوجستية تحسبًا لتداعيات هذا الانهيار، خاصة مع احتمال تدفق موجات بشرية ضخمة عبر الحدود، قد تُقدّر بالملايين هذه المرة وليس بمئات الآلاف كما في السابق.

4. الأخطر من كل ما سبق هو احتمال تمكن التنظيمات المتطرفة من السيطرة على مفاصل الحكم في دولة كبرى بالإقليم تربطنا بها حدود بطول 2372 كيلومترًا، مما يجعل أي فراغ أمني هناك تهديدًا مباشرًا لأمننا القومي بل للأمن العالمي

لقد أعذر من أنذر.

احمدو امبارك