الأمنُ القومي العربيّ..
الشيخ محفوظ إبراهيم فال
يرى حكامكم أيها المسلمون أن أمنكم في نزع سلاح المقاومة في فلسطين، فهل قتلت منكم أحدًا، أو جلبت لكم ذلًا أو عارًا؟ وأن الصهاينة أمان لكم!..
لقد تجاوز هؤلاء كل الاعتبارات، وكلما ظننا أن سوءهم بلغ النهاية، إذا هم يبدعون في السوء والوقاحة.
الذي تعلمه الأمة العربية وينطق به الواقع؛ أن أهل فلسطين هم خط الدفاع الأول عن الأمة الإسلامية كلها؟ وعن العرب خصوصًا، فلولا #-رباط فلسطين لثمانية عقود، رغم بطش العدو وخذلان الولي، لاتسع الخرق على الراقع، ولكان حال القاهرة وبيروت ودمشق وعمان حال عْزة أو أشد.
إن اليهود جاءوا ليتوسعوا، ولا يزالون يعلنون طموحهم ويتحدثون عن إسرائيل الكبرى، وقد صرح مؤسسوهم الأولون بالزحف إلى مكة والمدينة، ولكن أهل فلسطين المباركين دفعوا ضريبة شر الصهاينة وإجرامهم عن الأمة كلها، فما أعظم منتهم على الأمة، وما أسوأ جزاء الأمة لهم!
ألا فليعلم الحكام أن أهل فلسطين وراءهم الأمة كلها، وأن سلاحهم هو أمل الأمة، وهو سلاحٌ أُعدّ بعون الله، لم يكن للحكام فيه يدٌ أو فضلٌ، ولم يُنفقوا عليه مالًا، بل هو منحةٌ إلهيةٌ لا تخضع لإرادتهم، ولو كان لهم فيه سلطانٌ لأجهضوه. وأنه - بإذن الله تعالى - سيبقى ما بقي محتل لأرض فلسطين، وأن المحتل سيزول بإذن الله تعالى، ويزول معه داعموه وخاذلوه، مقبوحين في الدنيا والآخرة...
وأن الله عز وجل تكفل بنصر المؤمنين: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)، وامتن بتحرير المستضعفين: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).
ونحن عليه متكلون، وبه واثقون، وبوعده مصدقون، وليذهب حكام العرب كيف شاءوا، وليقولوا ما يشاءون، فليس لهم من الأمر شيء، ولن يعدو قدرهم.
اللهم كن لأهل فلسطين وليًا ونصيرًا وعضدًا وظهيرًا، اللهم اكفهم المعتدين واغنهم عن الخاذلين..
الشيخ محفوظ إيراهيم فال