من الذي أوصل موريتانيا للانهيار؟
ليس بالتأكيد بائعات الأطعمة على الأرصفة، و لا بائعو كروت تزويد الهواتف بالرصيد على حواف الطرقات و لا بائعات الخضروات و التوابل في ممرات الأسواق، و لا البائعون للأقمشة و الحبوب في الحوانيت و لا بائعو الفحم الخشبي، و لا بائعو الماشية و لا بائعو المساويك، و لامزوقو الجدران بالأصباغ و لا سواق الشاحنات و سيارات الأجرة، و لا مساحي الأحذية بالدهان و لا عمال القرميد و لبنات الآجر، و لا الرجال الجالسون خلف آلات خياطة الأقمشة و تطريز الثياب، و لا عمال المطاحن الأهلية للحبوب و لا الدلاكين في الحمامات، و لا الحلاقون و لا نوادل المطاعم، و لا منظفو المركبات و لا مفرغو أقذار المراحيض ... إنما حكام البلاد و السياسيون و البرلمانيون ودكاترة الجامعة و الأساتذة و المهندسون و الأطباء و المعلمون و الأثرياء المنعمون و سماسرة الكلمة و الصورة ( صحافة التدوين) ...هم الذين تحالفوا بكل حقارة على وطنهم بالنهب الممنهج و الظلم الفاضح و النفاق السياسي المقزز و التفاهة بلا حدود و الانتهازية المخجلة و الأنانية الوقحة و المجاملات الصفراء على حساب القيم و المبادئ و الشحن العنصري اللوني و التوظيف الفئوي للرفاه الشخصي ... حتى أوصلوا بلدهم، دون رحمة ،إلى الموت السريري في أسوإ حقبة تاريخية يمر بها ... و يمر بها العالم.
فما العمل ... إذا حشرجت و التفت الساق بالساق!!
محمدالكوري العربي