لا أعرف لماذا لم يفهم البعض أن النائبة خديجة مالك جالو تريد " محاكمة" وزير الداخلية لا " مساءلته"
تبدو غاضبة لأسباب تخصها من تحريك ملف المهاجرين غير الشرعيين فى موريتانيا
لشدة غضبها خرجت عن حدود اللباقة
فاتهمت الدولة بالعنصرية
وكذبت الافارقة الذين زاروا البلاد وذهبوا راضين عن كل الإجراءات المتبعة من طرف السلطات الموريتانية لتسوية ملف الهجرة غير الشرعية
قالت إنهم ديبلوماسيون لايفولون الحقيقة
قالت إن كل من تمسكه الشرطة يتعرض للتعذيب
قالت إن المرحلين من لون واحد وربما من دولة واحدة وهي كذبة " واقفة" فهناك آسيويون بيض ومن المرحلين سود وبيض وملونون
قد يفهم البعض إن إرادة تجنيس الافارقة لأغراض انتخابية هو دافع النائبة لتصريحاتها بالغة الخطورة والتى لاتليق بعامي اتجاه بلده وسلطاته المدنية والأمنية أحرى بسيدة مثقفة اذابت ستة عقود من عمرها فى العمل السياسي والنقابي ورفعت شعارات" وطنية" و" وحدوية" فى بعض مراحل حياتها السياسية وتخرجت من مدرسة mnd نسخة المرحوم ولد بدر الدين وتلك مدرسة وطنية وقيم واخلاق ودعوة للتعايش والوحدة
يبدو أن الجمعية الوطنية طلبت مساءلة وزير الداخلية حول ملف المهاجرين غير الشرعيين بناء على اقتراح النائبة المثيرة للجدل
ونتوقع أن شكلية اسئلة النائبة للوزير جاهزة ولن تتجاوز الآتى( طبعا أسئلة تخمينية افتراضية )
* لماذا ترحلون الأجانب
* كيف يكون المرحلون من السود الافارقة دون غيرهم
* لماذا توقفونهم
* كيف تسمحون بتعذيبهم وتجويعهم واخذ مقتنياتهم الشخصية
* لماذا لا تتركونهم هنا حتى يعبروا باتجاه اوروبا
* لماذا لا تستقبلونهم وتوفروا لهم إقامات قانونية
هذه الاسئلة ليست فقط استفزازية ولكنها تدخل سافر فى عمل حكومي سيادي يجب أن يبقى بمنأى عن التجاذبات السياسية
فى الواقع ليس لدى النائبة ما تقوله للوزير وحجتها بانها تريد معرفة الجانب الحقوقي فى الملف حجة تافهة بلامعنى فهي لم تذرف دمعة على مواطنيها الذين قتلوا فى مالى ولا على الافارقة الذين قتلوا فى امريكا واوروبا بدم بارد
لقد كبرت العين فعلا عن حاجبها بالنسبة للنائبة ففقدت واجبها
فهل سيكون وزير الداخلية جزء من الضعف الحكومي العام فيبرر قرارا سياديا لنائبة لاتريد سوى إدخال" قرن" عنصري فى الملف
ام انه سيقول باختصار
( السادة النواب انا هنا امامكم وتحت تصرفكم لنقاش اي موضوع يرتبط بعمل الوزارة ضمن النسق الحكومي العام لكننى لست هنا لاشرح لكم خطورة المهاجرين السريين وطريقة تعاملنا معهم
اؤكد أن الحكومة ماضية قدما فى ترحيلهم ومعاملتهم برفق وإنسانية ومسؤولية واحترام لديننا وقيمنا وقوانيننا المحلية والقوانين الدولية التى نحن جزء من تطبيقها
واضع نقطة نهاية لنقاش هذا الملف
وكل الاسئلة الاخرى والتى لاعلاقة لها به مرحب بها مهما كانت )
حبيب الله احمد