فرج الله كرب الغنوش.. وفرج كرب الأمة من شيوخ الإخوان !!

بواسطة yahya

فرج الله كرب الغنوشي.. و فرج كرب  الأمة من شيوخ الإخوان!!

مؤلم أن يسجن شيخ مسن في آخر عمره على رأيه أو مواقفه... و أكثر إيلاما أن يقرر الإخوان المسلمون، على لسان أكثرهم حصافة و تعقلا،  إلغاء ذاكرة الناس و تجريدهم  من حق التمييز بين الواقع و الدعاية في أحداث عاشوها و يعيشون نتائجها الكارثية الآن في فلسطين، في غزة، ،  و يصدقون هذا الوهم  أنهم نجحوا في ذلك. فالشيخ راشد الغنوشي ، في رسالته من سجنه بالأمس ١٧/٤ ، يرجع تدمير حضارة العراق  ... ليس إلى الاحتلال الأمريكي للعراق و حثالة عملاء أمريكا و إيران   تحت عنوان كذبة " امتلاك أسلحة الدمار الشامل و العلاقة مع تنظيم القاعدة الإرهابي" و إنما إلى الطغاة، طبعا يقصدإلى صدام حسين... و يرجع تفتيت مجتمع ليبيا و تدمير كل شيء في هذا البلد العربي  ليس إلى مقاتلات حلف شمال الأطلسي و صواريخه الماحقة التي دكت ليبيا من شرقها إلى غربها و من شمالها إلى جنوبها لاقتلاع نظام القذافي رحمه الله   باعترافات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ، هيلاري اكلينتن، في مذكراتها، و  اعترافات الرئيس الأمريكي المعتوه ،قبل أسابيع، اترامب: أن الغرب هو من أسقط نظام القذافي، و إنما يرجع الغنوشي جرائم الغرب  إلى الطغاة ، و يقصد معمر القذافي...  هذا الشيخ لم أره يوما يشير، حتى بالتلميح، إلى أي مسؤولية ، مهما صغرت، لأمريكا في تحطيم العراق جراء غزوه و احتلاله  بتلفيق الأكاذيب، و لم أره يتحرج من دعم غزو حلف شمال الأطلسي لليبيا و تدمير مدنها في ٢٠١١... ؛ فكل أحاديثه تبرير للغرب و إعفاء له من المسؤولية عن الجرائم البشعة في العراق و ليبيا.   بل أأكد أنه في برنامج، بثته قناة " إقرأ" الفضائية  بتاريخ ٢٣ دجمبر ٢٠٠٣،  حول قرار العقيد القذافي رحمه الله بالتخلي عن برنامجه النووي من طرف واحد ، سفه هذا الشيخ ، دون خجل، ما سماه " سعي النظام البعثي في العراق لامتلاك أسلحة الدمار الشامل"؛ قائلا " إن الاتحاد السوفيتي أدرك عقم التسابق في ميدان التسلح السيتراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية" و لم تصدر عن هذا الشيخ أي إدانة أو امتعاض أو يعبر حتى عن " قلقه" من غزو و احتلال بلد إسلامي و شعب عربي و مسلم! و إنما ألقى باللائمة كليا و المسؤولية عامة على النظام البعثي، و ليس أمريكا، ذنبه في نظر الغنوشي أنه سعى لإعداد و تملك بعض القوة... و أصبحت دعوة الله للمسلمين بإعداد ما يستطيعون من قوة في مواجهة العدو، في نظر الغنوشي، مسبة و جريمة! و حتى عندما اتضح أن النظام البعثي لم تكن عنده أسلحة دمار شامل المجرمة برأي الشيخ،  ،لم يراجع الشيخ الغنوشي موقفه من الغزو و الاحتلال إلى الآن، و لم ينبس بكلمة واحدة اتجاه أسر  رئيس دولة إسلامية من قبل قوة أجنبية غاشمة غازية. كا صدام حسين قد أسر قبل هذه الحلقة  بأحد عشر يوما فقط ... كما لم يدع  الشيخ الغنوشي خلال حكم الإخوان في تونس إلى مراجعة الموقف المؤيد لتمزيق ليبيا على يد حلف شمال الأطلسي و شراذم المليشيات المسلحة بعد إطاحة النظام!
بعد لقاء الشيخ الغنوشي في فضائية إقرأ، بسنة و أربعة أشهر و  أيام ، طلع شيخ إخواني آخر ، هو المرشد العام السابق للإخوان المسلمين في سوريا ، صدر الدين البيانوني،   رحمه الله إن كان توفي، في لقاء تلفزيوني على قناة العربية، بتاريخ ٢٩/٤/٢٠٠٥، مع الصحفي حسن معوض ، و قال في هذا اللقاء " إن الإخوان المسلمين في سوريا مستعدون للحوار مع الجميع بمن فيهم الأمريكيين؛  بل الحوار دون استثناء في شأن التغيير في سوريا"؛ بمعنى إنهم مستعدون لاستنساخ الغزو الأمريكي للعراق في سوريا!  أما مرافعات و استغاثات الشيخ علي الصلابي، الإخواني الليبي، على قناة الجزيرة ، فأكثر من الإحصاء!
إنه لا يمكن منع جماعة الإخوان المسلمين من وهم القدرة على شطب ذاكرة الشعب العربي،  كما  لا يمكن الحيلولة بينهم و بين " شغفهم"  المتأخر جدا بالديموقراطية ، لكن لن تستطيع الجماعة هذا الإلغاء للذاكرة العربية الجمعية عمليا في الواقع بعد ما أثخن  الإخوان و الأمريكان  و حلفاؤهم الجسد العربي بالجراح  و أجروا منه أنهار الدماء و الدموع ... و تسببوا  جراء ذلك النزيف في مستوى غير مسبوق من الضعف و الخذلان ... تجري فصوله، قبل الأخيرة ،في غزة  و الأقصى خاصة، و في عموم فلسطين... !

محمدالكوري العربي