احترموا التاريخ.. و صونوا المنطق !
عقد مقارنة بين حاضر ضحايا العبودية في موريتانيا و بين حاضر ضحايا وعد بلفور في فلسطين عقد فاسد منطقيا و تاريخيا عمليا. فضحايا العبودية يحظون ، في حقبتنا، بمؤازرة و احتضان أبناء الأسياد تاريخيا ... و يحظون بالإجماع الوطني، من المكونة العربية على الأقل، على لعن و التبرئ من تلك الحقبة التاريخية المقيتة؛ بينما تستمر مفاعيل وعد بلفور، منذ 1917، على ضحياه في فلسطين بأفظع ممارسة و بأفتك الأسلحة التدميرية للإبادة الجماعية لشعب كامل حتى هذه الدقيقة! فلم يسجل التاريخ الاستعبادي في موريتانيا أن قام الأسياد بحملة تطهير عرقي لعبيدهم رغم تفوقهم عليهم عدديا و عتادا؛ بل لم يسجل التاريخ أن قتل سيد عبده أو أمته عمدا أو سلم أحدهما لمن يقتله... فأبناء العبيد السابقين، اليوم، يناضلون من أجل التغلب على مخلفات الاستعباد اقتصاديا و اجتماعيا و تربويا و معنويا و نفسيا، و ليس لإنقاذ الأنفس من الإبادة و الاستعباد العملي... و الرأي الوطني، عموما ، من أبناء السادة تاريخيا، منخرط في هذا النضال التاريخي، إما حركيا أو اقتصاديا أو تعليميا أو سياسيا...، لمسح آثار تلك الحقبة الشائنة، فيما ينخرط الرأي العام ، عامة، من أبناء الأجيال المتتابعة لوعد بلفور، داخل فلسطين المحتلة و خارجها في إبادة الشعب الفلسطيني... حتى هذه الثانية في عموم أرض فلسطين، خاصة في غزة! فاحترموا التاريح و صونوا المنطق ... فرفسهما يدنس نضارة القضية العادلة للحراطين و يسفه نضال الوطنيين من هذه المكونة العربية الشريفة ...
محمدالكوري ولدالعربي