جدل أهل بزنطة.. و جدل أهل نواكشوط!!
ينسب الجدال البيزنطي إلى انشغالات القساوسة في الامبراطورية البيزنطية ( في القرن السابع الميلادي على ما أعتقد) حول مواضيع غير ذي قيمة. كان "شيوخ " و كبار الشأن في الكنيسة يتشاجرون حول جنس الملائكة ، هل هم ذكور أم إناث، كما كانوا يتلاكمون بسبب الخلاف على حجم إبليس، هل هو أكبر من المكان أم هو أصغر من الذرة! ، كانوا منشغلين بهذه المواضيع بينما وجود الامبراطورية برمتها على المحك و مصيرها يتحدد على أيدي أعدائها المسلمين، الذين يخوضون، بقيادة محمد الفاتح، معارك شوارع في العاصمة القسطنطينية نفسها، على بعد فراسخ من المتخاصمين حول جنس الملائكة و حجم إبليس!
الآن.. الآن يتحدد مستقبل بقاء كيان موريتانيا، بينما أهلها منشغلون ما بين متصارعين على القرب، سياسيا، من رئيس الجمهورية و الوزير الأول و وزير الداخلية، و متاجرين على الصفقات بنفوذ القرابة و المصاهرة مع هذا أو ذاك من الثلاثة، و غارقين في إخفاء مسروقاتهم من بيت مال الشعب ، و ساعين ، في الحوار القادم، طمعا، في نصيب من مجلس الحكومة، و عاملين على حصة من الوظائف و التعيينات السامية في الدولة، فيما ينهمك بعض آخرون بتعميم الإساءة لشريحة مظلومة مثل كل فئات الشعب و الإمعان في لحن القول إليها... و قد يداهم الخطر الجماعي الجميع و هم على هذه الحال البائسة ،يظنون أنهم يحسنون صنعا...،
وتأتي "الطبيعة" لتملأ الفراغ...!!
محمد الكورية العربي