قضية لحراطين ... مقطع لحجار نموذجا (1)
لا أنسى ، و نحن قي اجتماع أيام "الوفاء""، كلمة مختصرة و مؤثرة للأخ بلال ولد ناصح قال فيها : إنه لا يخشى على لحمة المجتمع الحساني في الوقت الحالي، لأن كلا مكونيه تعايشا مع بعضهما ، و تقاسما الرغيف ، و لكنه يخشى من الأجيال القادمة التي تربت منفصلة ، و أن شعور أحدهما أن الاهتمام به أقل من الآخر سيولد تمردا و انفصاما يضر بالبنية المجتمعية..
إن إثارة العمدة السابق و السياسي Cheikh Ahmed Abou Elmaali لهذا الموضوع شجاعة كبيرة من غير متضرر بهذا الواقع ، و ستلقى استياء من طرف السياسيين، لكنها تفتح المجال لتلافي واقع المقاطعة من أجل تصحيحه لما يخدم السلم الأهلي المفطعي ..
في مقطع لحجار لم يتم تناول قضية لحراطين بطريقة جادة ، لسببين :
أولا : أنهم تم تفتيتهم في قبائل و تجمعات ، لم تضمن لهم القبائل حقاقا مساوية لأفرادها ، و لم توفر في قراهم بنى تحتية و تعليم و صحة مساوية للتجمعات الأخرى ، حتى يتم القضاء على البون التعليمي و الاقتصادي، رغم أن الكثير منهم استطاع اختراق القاعدة و تجاوز التفاوت بالتعلم و الحضور ، لكن ذلك لم يوفر لهم مواقع تعبر عن ذلك..
ثانيا : أن نمطية الممارسة السياسية في المقاطعة تأتي معلبة من العاصمة دون تشاور ، تفرض الترشح و تفرض النجاح ، و تعاقب من يخرج على السرب ، فالمواقف السياسية تفرضها الحاجة لمرافق التنمية ، كالمدارس و النقاط الصحية ، فالتجمع الذي بخرج عن القطيع سيعاعب بحرمانه من حقوقه ..
و من الغريب، رغم هذا التهميش، أن كل السياسيين و المثقفين من "لحراطين" من أبناء المقاطعة ظلوا بعيدين عن التطرف ، و حافظوا على الصلات المجتمعية، و ظلت آراؤهم تصب في المصلحة العامة ، بعيدا عن الاستثمارات في التطرف و الخطابات المتعصبة و العنصرية..
يتواصل ..
إسلم ولد احمدسالم
