هذه الازدواجية يجب أن تتوقف...
1- يستحيل أن تجد أحد أفراد جاليتنا في أي دولة من دول الجوار يشارك في مسيرة أو مظاهرات ينظمها بعض مواطني تلك الدولة في إحدى مدن بلدهم، ولكن في المقابل فمن الصعب جدا أن تجد مسيرات أو مظاهرات تنظم في نواكشوط أو نواذيبو خالية من بعض أفراد جاليات دول الجوار المقيمين في بلدنا؛
2- يستحيل أن تجد منبرا إعلاميا موريتانيا، رسميا أو مستقلا مفتوحا أمام معارضي الدول الجارة لينتقدوا حكومات دولهم من خلاله، ولكن في المقابل كثيرا ما تفتح بعض دول الجوار إعلامها أمام بعض الموريتانيين لينتقدوا بلدهم. في هذه الحالة فإن الخطأ مزدوج، ولا تتحمله فقط الدولة الجارة، بل يتحمله أيضا المعارض الموريتاني الذي يقبل بان ينتقد بلده من خلال منبر إعلامي في دولة جارة، ويعظم الخطأ بالنسبة للنائب الذي يمتلك الحق - كل الحق- لأن ينتقد نظام بلده من داخل البرلمان، وبأي أسلوب شاء، ويعلم يقينا بأن قناة البرلمانية ستوصل نقده لكل الشعب الموريتاني، وبكل لغاته الوطنية دون أن تحذف منه كلمة واحدة؛
3 - من النادر كذلك أن تسمح موريتانيا بأن تستخدم أراضيها لتشكيل تجمع أو جبهة معارضة لإحدى الدول المجاورة، ومع ذلك فكثيرا ما رحبت تلك الدولة الجارة ودعمت بعض التشكيلات المعارضة لموريتانيا، وبما فيها تلك التي كانت تدعو إلى ممارسة العنف ضد البلد.
محمد الأمين الفاظل