حين يكون التافهون مشرعين.. من المسؤول!!
نظم التافهون ( صحافة، و ساسة، و عوام...) منذ أول انتخابات نيابية عقب الإطاحة بنظام معاوية حملة مسعورة تقضي بأن الأهم في الحياة السياسية و الحزبية هو التمثيل الحزبي في البرلمان بغض النظر عن تفاهة أو عنصرية أو فئوية أو أمية أو قبلية الممثل البرلماني، و أن الغباء هو الغياب عن التمثيل البرلماني بسبب التمسك بأصول العمل السياسي و الأخلاقي و الحرص على النوعية في التمثيل البرلماني حتى لو تأخر لاستحقاقات عديدة ... فكانت نتيجة تلك الحملة السخيفة وجود برلمان بأغلبيته الساحقة تافهون، عنصريون، قبائليون، أميون، سارقون! فلماذا هذا الاستغراب من وضعية أنتم من بشر بها و نظر لها و هنأ فيها و تغاضى عنها... و لما ذا تلهثون وراء الرمية و تسكتون عن تفاهة الرامي الذي وفر الفرصة لدخول برلمانيين عنصريين، تافهين، فئويين، أميين، سارقين!
ألم يدخل العنصريون و التافهون و الأميون و الفئويون و التحريضيون و الانفصاليون إلى قبة البرلمان عن طريق أحزابكم؟ لماذا سمحتم لهم بذلك؟ لماذا بحثتم عنهم؟ لما ذا تعاقدتم معهم على ضغائنهم و بذاءاتهم؟ ألم ترغبوا فيهم ليدخلوكم البرلمان بخطاباتهم النارية و حملاتهم الانتخابية التحريضة الفئوية و العنصرية و القبائلية و بشتى صيغ الدعاية التقسيمية! فلماذا لعبتم بالنار ثم تتعجبون لاحقا من طبيعتها الحارقة ! ألم تبنوا من دعايتهم التفتيتية للمجتمع الدُّور و اقتنيتم منها السيارات الفارهة و انتفخت حواياكم ... فكيف تتنكرون لهم و تتنصلون من عارهم! إن المسؤولية في قضية ولوج التقسيميين إلى قبة البرلمان تتحملها السلطة التي لم تطرح يوما معايير أخلاقية أو وطنية أو مستوى تربوي أو شهادة براءة مما ليس خطابا وطنيا جامعا كشروط مسبقة لمن يترشح لدخول السلطة التشريعية للبلاد أو لتقلد مسؤولية كبيرة في الدولة. بل إن الأنظمة الحاكمة ، ناقصة الشرعية و الفاقدة للمعنى، دأبت على تقريب و إسكات كل صاحب صراخ بالعنصرية و الفئوية و القبلية و كل بذيء اللسان بتعيينه على هذه المؤسسة أو ترقيته في تلك المؤسية أو المشروع!
كما أن الأحزاب السياسية، هي الأخرى، تتحمل ،مناصفة مع السلطة، هذه المسؤولية الخطيرة لتمكينها شراذم غوغاء القبلية و الفئوية و العنصرية و الأمية من أن تصبح عناوين و ألقابا خادعة باسمها في قبة البرلمان، تهيج غرائز الفتنة المجتمعية كل حين بأمر فحولها في الداخل، و تشوه صورة بعض مكونات الشعب في المحافل الأجنبية بالشراكة مع التيارات المعادية حضاريا! فلا تطاردوا نكرات مغمورة في عالمها و تتغاضون عمن نبش عنها من الانتهازيين في الأحزاب و حملها للبرلمان على وصل تشريعه الحزبي... و لا تتلهوا ،بمقابلة شائنة من تافه هنا أو هناك، عن نادي الناهبين و خونة الأمانات الذين تسببوا في كل المصائب و البلاوي التي تهدد استقرار البلد و مستقبل وجوده ككيان... و خلقوا بقبيح سيَّرِهِمْ التسييرية و صفاتهم النموذجية التربة المناسبة لنمو مختلف النباتات الضارة، داخليا و خارجيا! أنتم المسؤولون، سلطة و تراخيص حزبية..
محمدالكوري ولدالعربي.