ورقة كاشفة / كيف يشوه "صُنَّاع المغالطات" سمعة موريتانيا؟ (1)
لعل من أغرب وأبلغ ما سمعتُ من توصيف لحال موريتانيا، ما يُنسب لخبير أجنبي قيل إنه عمل في بلادنا لفترة من الزمن، وأنه خَلُصَ إلى استنتاج مفاده أن موريتانيا تعدُّ من أقوى الدول، وحجته في ذلك، أنها ما تزال صامدة حتى الآن، رغم أن أبناءها ـ كل أبنائها ـ لا يفكرون عندما يستيقظون في كل صباح، إلا في شيء واحد، وهو تدميرها من خلال نهب ما يمكن نهبه من أموالها ومقدَّراتها.
وبغض النظر عن صحة القصة، وما رُوِيَّ عن الخبير الأجنبي، فسيبقى هذا التصنيف ـ في كل الأحوال ـ تصنيفا قويا في دلالته، عميقا في جوهره، فأن يَصمُد بلد أمام فسادٍ عمَّ واستشرى واستمرَّ لعقود، وقلَّ من نجا منه من أبناء ذلك البلد، فتلك معجزة حقيقية تُجيز وصف ذلك البلد بأنه قوي جدا، فلو لم يكن قويا لما صمد كل هذه السنين أمام كل ذلك الفساد.
ومحاكاة للخبير الأجنبي، وفي مجال آخر غير الفساد، فيمكنني أنا أيضا أن أصنف موريتانيا بأنها بلد قوي، وحجتي في ذلك، أنها تتعرض منذ عقود لحملات تشويه إعلامية وحقوقية وسياسية واسعة من طرف الكثير من أبنائها، وبعض الأجانب، ومع ذلك فلم تتمكن تلك الحملات الواسعة، من أن تشوه سمعتها إلى درجة تجعل الأمم المتحدة تُلَوِّح ـ مثلا ـ باستخدام البند السابع من ميثاقها لوقف ما يمارس داخلها من "عنصرية واضطهاد"، تستك منه المسامع، وتصطك له الركب، هذا إذا ما صدَّقنا ما ينشر محليا ودوليا عمَّا يمارس في بلادنا من عنصرية، ضد بعض المواطنين، وضد بعض الأجانب كذلك.
في هذه الورقة الكاشفة سنستعرض ـ وبشيء من التفصيل ـ صورا من تلك الحملات والمغالطات الهادفة إلى تشويه سمعة بلادنا، وسنستعرض كل صورة من تلك الصور من خلال عنوان خاص بها.
يتواصل إن شاء الله، سأنشر الورقة مجزأة، ذلك أن حجمها كبير 13 صفحة، ستأتيكم الورقة بالتقسيط في 7 مقالات، وكل مقال له عنوانه الخاص.
لمن أرادها كاملة، فالرابط في أول تعليق.
محمدالأمين الفاضل