الغزيون ليسوا طلاب حرب !
الفلسطينيون لا يقاتلون بطرا و لا توسعا ... يقاتلون من أجل الحرية و استعادة وطنهم و مقدساتهم ؛ و ليس أمامهم إلا ثلاثة خيارات:
١-العبودية و التلاشي على طريقة الهنود الحمر في أمريكا؛
٢- نيل الحرية و استعادة الوطن؛
٣- الموت في سبيل الحرية؛
لقد قاتل رجال المقاومة الفلسطينية في غزة قتال الأنبياء و الربيين، فما وهنوا و ما استكانوا و قاتل هذا الشعب العظيم ،بأظافره قتال الجبارين ، العالم بأسره، أعداء و عملاء، و لا يضير الغزيين بعد هذه الملاحم شيء حتى و لو أبيدوا و أسروا!
لقد أنهوا الكيان معنويا و أخلاقيا و إعلاميا و نفسيا إلى الأبد و أدخلوه في أزمة وجود ستظل تنخره حتى ينتهي، و لو بعد حين.
أمر واحد يؤلمني إن كان حصل: أن تكون المقاومة في ملحمة السابع من أكتوبر راهنت على غير الله و ما أعدوا ، هم، من قوة و راكموا من خبرة و ما حضروا من مستلزمات الصمود لأجل طويل... نعم يؤلمني أن يكونوا راهنوا على شعارات المعممين الدجالين في إيران و ما خدرت به السذج من مسرحية ( محور المقاومة) ، أو يكونوا راهنوا على بهلوانيات أوردوغان ... أو على رأي عام عربي أو عالمي... أو أي شيء. لم تكن غزة أول من ظلمه هذا العالم ، و لا أول من تآمر عليه الأقربون و لا أول من خذله الشعاراتيون... فقد سبقهم عراق صدام حسين لكل هذا و ذاك... و شكل تجربة قاسية و مؤلمة لطلاب الحق في عالم الظلم و الخذلان... فتحالف عليه الجميع: أنظمة العرب و العجم و الروم، و تنظيمات الليبراليين و الإسلامويين و للقومجيين و الماركسيين تحت مظلة بوش و رامسفيلد و ابريمر !
لقد رحلوا في سبيل العزة و تركوا وراءهم عالم البغي و المذلة لأهله...
امحمدالكوري ولد العربي