لا عيش يطيب خارج الأوطان!!
● إغراق البلاد بالهجرة غير الشرعية ليس في مصلحة أي مواطن موريتاني، و لا في مصلحة إثنية و لا شريحة اجتماعية من شعبها. فالذين يدافعون عن فتح الأبواب للهجرة الفوضوية إلى البلاد و تجنيس المهاجرين بالتزوير بالجملة، في ما يعتقدون أنه" شراء" لرضا و " ترطيب" خواطر الزنوج و الفلان الموريتانيين، إنما يقعون في وهم قاتل. فطوفان المهاجرين، المتسللين عبر حدود البلاد و سواحلها، من دول الساحل و غرب إفريقيا إلى بلدنا، بما يحمله هؤلاء من عقائد مختلفة، مسيحية و وثنية، و مسالك و عادات و جرائم و مخدرات... ،لن يستهدف العرب الموريتانيين وحدهم و يستثني الزنوج أو الفلان لألوانهم و لهجاتهم، بل سيجد الجميع أنفسهم في أتون جحيم لا يبقي و لا يذر ،لأي من مكونات شعبنا، أمنا و لا رفاها و لا عقيدة و لا عادات... و العقلاء و الوطنيون و المجربون لمعاناة الاغتراب عن الأوطان، من هذه المجموعات، يدركون هذه الحقيقة التي لا تقبل المساومة عليها و لا التشكيك في مصداقيتها. و سيعض الواهمون و المرتابون في هذا الخطر على أيديهم، ندما و حسرة، بعد فوات الفائدة، و لسوف يتمنون،( اكور و احراطين و بيظان) ، أن يجدوا ليلة أمان في بيوتهم مع كسرة خبز يابسة في وطنهم، و لسوف يبكون على بعضهم بعضا، و على عافية أهدروها ، غباء أو جشعا أو خيانة أو عنصرية ...، أو جحودا لنعمة عظيمة، يتمناها كثير من الشعوب التي تنكرت لها فأذاقها الله لباس الجوع و الخوف، و تفرقت أيدي سبأ، أشتاتا في مناكب الأرض، يتقاذفها الجوع و المهانة في جحيم الغربة، يتكففون، منكسرين، الصدقات في الشوارع و المتنزهات و الساحات... ، عبر العالم!
● و أقول للإخوة الذين تمكونوا من الهجرة عن البلاد بفعل فساد الأنظمة و عبثهم بمصير وطننا، و عندهم الفراغ للتفكير في الانتقام، إن لكم آباء و أمهات و إخوة و أخوات ... و ذوي رحم و أصدقاء ، أحباء، بقوا وراءكم في موريتانيا في عين الإعصار ، فلا تفرطوا بمصيرهم و لا تأخذكم سورة الغضب على الأنظمة إلى حرق بلدكم نكاية بالحكام الفاسدين، الذين لن يتأثروا بانهيار البلاد بحجم تأثر فقرائها من ذلك، بل سيلحقون بكم في الغربة، في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية و مشيخات الخليج الثرية، على مقاعد وثيرة للسيارات الباذخة أو الطائرات النفاثة، بينما سيدفع الضعفاء و المساكين من أهليكم حياتهم، ثمنا لطيش تفكيركم و خيانة الحكام!
● أقول للذين ينشغلون بنهب البلاد، بشتى العناوين، عما يتعرض له الوطن من خطر موجات الهجرة غير الشرعية، مقيمة كانت أو عابرة، لن تنعموا بما سرقتم في أي مكان! فكل الأموال التي حولتموها ، و تحولونها، و كل العقارات التي اشتريتموها خارج البلاد، في المغرب، و اسبانيا، و فرنسا، و السينغال، و تركيا و السعودية، و تونس، و غيرها...، مسجلة لدى البلدان التي تستضيفها ، و سرعان ما ستستحوذ عليها بألف و ألف حيلة ، باسم القانون، فور انهيار بلدكم و غياب مفهوم السيادة عنها، فلا يبقى لكم سوى حسرة الحاضر و عار المستقبل!
● ليس هذا فحسب، ستحرق ممتلكاتكم في موريتانيا و تصادر من قبل آلاف المهاجرين، غير الشرعيين، الذين جنستموهم زورا أو أجرتم لهم وطننا مكبا و مقاما ، على حساب شعب مسالم و فاقد لتقاليد الوطنية، حراسة منكم لأمن و رفاه و نقاء سيماء الشعوب الأوروبية!
● و ختاما، أقول للشعب الموريتاني، و لمن بقي في الوطن من شبابه، إن لكم وطنا واحدا، و لا توجد عجلة تبديل للأوطان، كما لم يجد التاريخ لأهل زنجبار عذرا في ما أصابهم، فكانوا أحاديث و مثلا للآخرين...
فاللهم اشهد...
محمدالكوري ولدالعربي