في موضوع الهجرة!!
ينقسم الموريتانيون حيال الهموم الكبرى و التحديات الوجودية على البلاد إلى:
- الحكام ، و هؤلاء لا نعرف شيئا عن اهتماماتهم و لا عن وعيهم، لا بالقضايا الصغرى و لا بالقضايا الكبرى؛
- المتفرفين من الشعب، هؤلاء كفرعون و هامان لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم؛
- النخب و تنقسم على مجموعتين: مجموعة تفصل الوطن عن الحكام، فتقف مع القضايا الكبرى للوطن و الشعب و لو كان في ذلك، عرضا، فائدة عابرة للحكام ؛ فهي بذلك تشقى بوعيها، و تنسحق تحت رحى الجميع ؛
- مجموعة موالية للأنظمة، دون بوصلة في الحياة، تنفي كل السلبيات و تسدل كل المعميات على عورات الحكام و قصورهم و تقصيرهم؛
- مجموعة معارضة للأنظمة، فهي تركز اهتمامها و تحصره على المعيش و اليومي في التسيير ، و تهمل و تستهين بالقضايا الجوهرية و المصيرية و الوجودية للبلاد برمتها: شعبا و حكاما ، و معارضة و موالاة ، و وطنيين و غير مبالين؛ و في هذا الإهمال و الصدود عن القضايا الكبرى تتخادم، بلا وعي، مع سدنة معابد الانظمة ، في لفت أنظار الشعب عن المواضيع الحساسة و الخطيرة و الكاشفة لعمق الخطر الذي تمثله الهجرة السرية و غير الشرعية على بلادنا. فهذا الموضوع، بالغ الحساسية و الخطر الوجودي، الذي يؤرق دول الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية ، بل كل العالم، يراه بعض نخبنا ثانويا و لا يستحق أي إثارة، بينما يزاود فيه متاجرون باللونية و يحسبونه استهدافا مغرضا لأعراق بعينها، و يخلطه آخرون بموضوع الهجرة الشرعية التي لم تتوقف منذ تأسيس بلادنا و لم تكن موضع إثارة و لا اعتراض من أي شخص و لا توجه سياسي و لا إديولوجي في البلاد. و هناك مجموعة أخرى تقوم بدور السامري، في الموضوع، تريد أن تتبع موسى، من جهة، و تعبد العجل، من جهة ثانية!!