نحن!
- الشعب الذي يعلن فيه عن كميات كبيرة من المخدرات، و لا يعرف من أدخل هذا" الانتحار الجماعي"، و لا من وزعه، و لا من استهلكه، و لا من هربه؟ و لا أين اكتشف؟ و لا كيف اكتشف؟
- الشعب الذي يعلن فيه عن حرق كميات ضخمة من المواد الغذائية الفاسدة و منتهية الصلاحية و لا يعرف من استوردها؟ و لا من اشتراها؟
- الشعب الذي يعلن فيه وزير داخليته عن انتشار المخدرات فيه أمام برلمانه... ثم ينصرف نوابه دون تعليق و ينام الجميع في أهدأ موسم لهم!
- الشعب الذي يعلن له كل يوم، كل شهر، عن اختفاء مبالغ مذهلة في هذه الوزارة، في هذه المؤسسة، في هذا المستشفى، في هذه الشركة، في هذا المشروع...، و لا يعرف من سرق؟ و لا من شارك؟ و لا من تواطأ؟ و لا من استفاد؟
- الشعب الذي يعاد فيه، براحة بال، تعيين و ترفيع المسؤولين الموسومين بسرقة المال العام و الإخلال بشرف المسؤولية و لا يعرف لماذا و لا كيف حصلت إعادة الثقة لهؤلاء الأشخاص؟
- الشعب الذي يهاجم الأنظمة و يصفها بكل صفات الذم و التخوين و يهنئ المحظوظين فيها بالتعيينات و الترفيعات و يصفها بالمناسبة و الموفقة!
- الشعب الذي يؤمن للأنبياء و المرسلين جميعا و يحب الصحابة و يسمي على الصالحين و يمجد كل أفعال المروءة و نعوت المعروف، و لا يمنعه مانع من الكذب و الغش و التزوير و التدليس و السرقة و توقير أكابر نهابة المال العام و تبجيل مبيضي الأموال الوسخة و الأثرياء من المخدرات و المتاجرة بالبشر و المستثمرين في معاناة الإنسان!
- الشعب الذي يرتاد المساجد و يتدافع لاحتلال صفوفها الأمامية و تكثر فيه قراءة القرآن و إعفاء اللحى و " تلوينها" و لا يتردد في الظلم، كل بحسب قوته و استطاعته، و نفوذه!
- الشعب الذي يتميز بأن أكبر المنفقين منه على المحاظر و المساجد و الجمعيات الخيرية و الإفطارات الرمضانية ... و مظان الخير كلها هم أكلة ماله العام!
- الشعب الذي يحضر كل جنازة و يتباكى مع كل البواكي ... و يتبايع أفراده في القصور و قطعان الماشية بين القبور و أثناء حثو التراب على الأموات!
- الشعب الذي يتباهى أفراده بالحج عشرات المرات و الاعتمار عشرات المرات و بين ظهرانيهم آلاف من ذوي الأرحام و الأسر التي لم تذق طعم المرق.. و لم تمتلئ بطونها يوما من الطعام!
- الشعب الذي يعقد الندوات و المحاضرات ضد الفساد و يدعو للمشاركة فيها، جنبا بجنب، كل المحرومين و المهمشين و الجياع و المظلومين و المشبوهين بالفساد في مختلف الحكومات!
- الشعب الذي يلعن المادة في العلن و يتجافى عن المضاجع للتسبيح باسمها!
- الشعب الذي يرسل أبناءه للتعليم و يؤذي معلميهم، و ضربهم أهون عليه، على التقويم الذي لا يرضيهم!
-----
-----
- الشعب الذي يهاجم القبلية و المحسوبية على القنوات و المحطات و ينشط في مبادراتها و يهيج فعالياتها و يروج استعراضاتها أمام الحكام و النافذين!
- الشعب الذي يبكي لغياب العدالة و تعطيل القانون ... و يحن لشرعة الغاب !
نحن... و من نحن؟!!!
محمدالكوري ولدالعربي