زغرتت منت امبارك فال بعد خطاب رئيس الجمهورية وفي نهاية فترة رئاسة بلدنا الاتحاد الإفريقي هذا گاع عادي وليس فيه ما يوجب كل تلك الحملة الشرسة التي تعرضت لها السفيرة !!
لقد زغدت نساء الجزائر ، وصاح رجال الحزائر وصفقوا وماذا في ذلك مما يسيء إليهم !؟
مشكلتنا في هذه الربوع القصية عن العالم أننا فتحنا أعيننا للتو ، وخاصة بعد ثورة التواصل الاجتماعي والفضاءات الألكترونية المفتوحة .. فطفقنا نصف كل تصرف لم نعهده في بيئتنا الضيقة المتنائية عن المجتمعات الإنسانية الأخرى على أنه سلوك مشين وتصرف أرعن !
نحن في الغالب أمة عصية على التغيير والثورة على كل مألوف؛ ولو كان بعيدا عن قيم ومفاهيم الكون لكها، متحجرون في تفكيرنا، أجلاف في تصرفاتنا ، ولذلك فإننا نعيب كل تصرف خارج الصندوق ، نمقت كل سلوك لم نجد له أصلا في قاعدة بياناتنا الفئوية المتناقضة !
ماذا فعلت هذه السيدة كي تستحق كل هذا السيل من التنمر والعنصرية ؟ ولماذا يقيس كثيرون منا كل التصرفات الصادرة عن من يختلف عنهم أو يخالفهم بأوصاف عنصرية بغيضة ؟
نعم، لحراطين يزرغتون، ويرقصون وأهازيجهم وفلكلورهم من أرق وأعذب ما أنتجه المجتمع الموريتاني، فما الضير في زغروتة عند لحظة إنتشاء وفخر - بعض النظر عن موقفنا السياسي من الرئيس وحكومته - فقد تصرفت السيدة السفيرة بشكل يرضي نفسها وفهمها وتفكيرها، وهذا هو المهم إذ لا شيء يخل بالإجراءات البروتوكولية المرعية!!
إن المجتمعات الإفريقية كلها مجتمعات راقصة ... تطبع جميع سلوكها بطابع الفلكلور، فتنطلق الأهازيج والزغاريد عند كل تجمع حتى وإن لم يكن احتفاليا, وخاصة المجتمع الأثيوبي متعدد الأعراق والثقافات الموغلة في القدم والمتميزة. فإن الزغاريد عندهم كما هي لدى الأفارقة عموما تعبير نموذجي عن حالات الوحدة والأنسجام والتناغم .. فعل كانت منت امبارك فال تغرد خارج سربها؟ كلا بل إنها ابدعت حيث أطلقت تلك الزغاريد ولولا "صنمية" أعضاء وفدنا لشاركوها تلك الفرحة ليس بالتصفيق فقط بل بإطلاق أصوات الفرحة الإحتفالية تعبيرا عن حالة الاندماج في مجتمع إفريقي نحن جزء أصيل منه !!
#شكرا_منت_امبارك_فال