تحت المجھر

بواسطة yahya

تحت المجهر


من افرازات تجربتنا الديمقراطية خلق فسيفساء من الأحزاب السياسية تحتوي في غالبهاعلي طبقات مغلفة تعتمد في مسطرتها متناقضات وتنسج أفكارا هدامة كالمنفعية وترسخ فكرة الاسرةقبل الجهة والقبيلة مما ادي الي غياب مفهوم الدولة الشاملة .
قد يري البعض في تشكيلة تلك الأحزاب لوحات ترمزلحقبة زمنية كانت بمثابة ثورة تحرراعقبتها ثورة كرست الرجعية وتعاطفت مع الطبقية البرجوازية وكانت تدعم الاقطاعية وتتحالف معها للوصول إلي السلطة بالتعاون مع من يهدف لترسيخ اللغة والعمل بها والتقرب من المستعمر اما دعات الخيار الأشمل فكان مهمشا إذ تم دمجه في تلك اللوحة وذاب بدون شعوره بما يحضرله من طرف الساسة المقربين من النظام ءانذاك ليصبح مهمشا ومعزولا تماما عن مركز القرار ولم تسمح له الإدارات المتعاقبة والمتحالفة مع التيار الإسلامي وكذالك الشيوعي رغم تناقض افكارهما وتصوراتهما لمعالجة القضايا الوطنية والدولية فهذا التحالف عبر عقود كان بمثابة سد منيع أمام رياح تحظي بمدها القومي وحسب معطيات اديلوجية تعتني بالمواطن وهي الوحيدة الكفيلة بسعادته ورفاهيته بعض النظرعن المنظومة الاجتماعية المرسخة اصلا  للغبن والتمييز العرقي مما هدد مكوننا الاجتماعي والتعايش الاهلي وعمل علي تغذية النعرات العنصرية والجهوية واعطي مجالا لاصحاب النوايا الخبيثة في زرع البلابل والنزاعات ذات الطابع العرقي .
غياب الطبقة المثقفة في إدراك متطلبات المرحلة السابقة وتلك والسهر علي بناء جيل يعي كافة المخاطر المحدقة بمجتمع يمتاز بتنوع ثقافي وتوحد ديني يكرس ويراجع أخطاء السياسيين والنظر لما قد يصلح  للغد وينهض بمجتمع تقليدي اصيل متماسك أمام هزات وافدة من عالم تعصف به حروب وفتن عاجز عن إيجاد مخرج لها.
م/م/م ابوجاسم 
    14_2_025