المرتضى محمداشفاقى

بواسطة yahya

استراحة....
قال الراوي: اعترضتني زحمة شديدة، ولجبة مرتفعة من الأصوات المتشاكسة..
فتاة عشرينية، في ثورة، وفورة، كأنها تتعافى من نوبة صرع، تمطر جماعة مختلطة، رجالا ونساء، شبابا وشيوخا بسيل من السب، والشتم، لم تسعها لغة واحدة، تلجأ إلى فرنسية معوجة-لا أقامها الله- وتارة إلى عبارات أماكن العورة بالبولارية، وطورا بحسانية (أهل الدشره)، ملحفتها على الأرض، صدرها مسطح كصحيفة فولاذ، سروالها ينزل شديدا شديدا..ويداها تخاصمان، وتتوعدان، وتتناولان بعض الأشياء من الأرض وترميها دون اكتراث بمن تصيب، تركل الأرض برجليها كلاعب غبي..
يقول الراوي: أشفقت على الطفلة، وأغضبني الجمع الذي تسبب في ما هي فيه من هم، واضطراب..فقلت لا عليك يا ابنتي، اهدئي قليلا وأنا أصلح ما أفسد الشيطان بينكم..
فالتفتت إلي ورغوة الريق تخرج من فمها مثل جِنِّيات الكوابيس، وقالت: لن أتوقف حتى أضربهم جميعا(لفريخات)، سأشكوهم، وأسجنهم، أما سمعت ما قالوا لي، إنهم دعوا علي بالطلاق..
فقلت مهدئا مهلا يا ابنتي، أمر الزواج بيد زوجك، وليس بأيديهم، ثم أضفت راشيا: وإنَّ رجلا أنت زوجُه قطعا لن يطلقك، لا يفرط في هذا الجمال والأناقة- ما شاء الله، لا أصابتك عيني- إلا شقي محروم..
توقفت الفتاة عن الخصام، وهدأت، انطفأت رغوة الريق وابتلعته، انحنت، رفعت ملحفتها بقدمها، التقطتها، ثم قالت: ( بُورْتَانْهْpourtant آن كَاعْ ما فِتْ اتْخَيَّمْتْ، يَغَيْرْ ألَّا طَعْنُوني أُتَوْفْ..)