لم تقاتل الجيوش العربية.. و الدولة القطرية لا مستقبل لها ؟
يا إخواننا، لم تقاتل الجيوش العربية الكيان الصهيوني مرة واحدة طيلة ثمان عقود. فلو قاتلته حقا، لكان الكيان اليوم خبرا من التاريخ. ما حصل أن حكاما عرب تظاهروا بدخول الحرب و لم يعدوا لها عدتها ... ثم خانوا في السر جيوشهم عبر نشر المعلومات بين يدي العدو. فهناك من أرسل مفرزة بلا عتاد، و هناك من أرسل طائرات بلا ذخيرة، و هناك من أبعد عنه عناصر، جنودا و ضباطا، مغضوب عليهم من الجيش، لتصفيتهم بعيدا.... الحالة الوحيدة التي قاتل فيها العرب بالجيوش كان تدخل الجيش العراقي لدفع خطر احتلال دمشق ١٩٧٣ و أبلى فيها بلاء مجيدا و معلوما. و الحالة الثانية التي كان العرب جادين فيها لمقاتلة الكيان بالجيوش تمثلت في ما كان يعده الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، رحمه الله ... ف"اغتالوه" قبل التنفيذ. و تولى أنور السادات الأمر من بعده، فحرك بعضا مما أعد الزعيم جمال عبد الناصر ، لحرب ١٩٧٣، بغرض المناورة و الخداع و التغطية على ما يبيته من خيانة استسلام في كامب ديفيد، ١٩٧٩، التي أخرجت مصر الرسمية كليا من الصراع العربي - الصهيوني.
هذه الدعاية السمجة ( فشل الجيوش العربية ) يلتقي فيها الكيان الصهيوني الذي يجد مصلحة في تحطيم معنويات العرب كأمة و جماهير و نخب، مع الحركات الإسلاموية بشتى عناوينها، سنية و شيعية، التي تعمل جاهدة لنفي الجيوش و إحلال محلها مليشيات مسلحة مذهبية تتعاطى العنف لفرض قناعاتها الدينية و مناهجها التكفيرية لبعضها بعضا...
فكفوا رحمكم الله عن ترديد دعاية الغرب و الصهاينة...و اعلموا أن حماس فصيل جهادي من تاريخ قومي نضالي ممتد لعقود، و اعلموا أن غزة وحدها لا مستقبل لها من دون الضفة و ما بعد الضفة، و أن فلسطين و مصر و الأردن و سوريا و العراق و السعودية و المشيخات الخليجية و اليمن و السودان و الجزائر و المغرب و موريتانيا و الصحراويين و الأزواديين لا مستقبل لهم في الدولة القطرية... و أن خلاص الأمة في وحدتها و ليس في تجزيئها و التغني على كل جزئية دون الجزيئات الأخرى. تصوروا لو أن العرب يعيشون في "دولة الولايات المتحدة العربية" ، هل كان يجرؤ المعتوه دونالد اترامب بأمر السيسي و ابن الحسين باستقبال الغزيين المهجيرين بالقوة من أرضهم.
و باستمرار الأنظمة القطرية، و الاستخفاف بالدعوة الوحدوية، ستتفكك الأقطار العربية الكبيرة، واحدا بعد الآخر، و ستبتلع الهجرات الأجنبية الأقطار الصغرى، مثل موريتانيا ...