ليس صحيحا!
فما يعانيه المسلمون اليوم من إذلال لم يبدأ بسقوط سوريا و لا بوحشية الصهاينة بعد هجوم طوفان الأقصى.
هذا بعض من نتائج الجريمة الكبرى ...
إنما بدأت المصيبة العظمى و البلاء المبين بتحالف الغرب و الفرس و النظام الرسمي العربي، خاصة مشيخات الخليج و أموالهم، و أغلبية نخب التنظيمات السياسية العربية ... ، على العراق ٢٠٠٣، و إسقاط نظامه الوطني و القومي الذي كان حصنا منيعا برغم ظروفه، في وجه أعداء الأمة الذين استهدفوا قلبها باستهدافهم للعراق و إسقاطه، و كانوا دقيقين في التصويب نحو مقتل الأمة- إسقاط العراق .
● الجريمة الثانية التي لا تقل وحشية و إيغالا في تحطيم الأمة تمثلت في قفز الإخوان المسلمين على الانتفاضات الشعبية، ٢٠١١، و ركوبهم لموجة السخط الشعبي على الأنظمة العربية الاستبدادية و الفاسدة ... و استقواء الاخوان المسلمين بحلف شمال الأطلسي في تدمير ليبيا و تمزيقها إلى الآن و استجلاب عشرات الآلاف من شذاذ الآفاق من شبكات الإرهاب العالمية لعسكرة الثورة الشعبية السورية ... التي تحولت من ثورة شعبية سلمية ، في مواجهة نظام عائلي قمعي منحرف أخلاقيا و مبدئيا و إنسانيا، إلى مواجهة بين جيش للنظام و عساكر للإخوان المسلمين المستنفرين من فجاج العالم مسنودين، في هذا، بمليارات من البيترودولار الخليجية و خطط المخالرات الأمريكية لتشجيع الانشقاقات داخل جيش الدولة السورية... الأمر الذي دمر سوريا الدولة و الاقتصاد و الصناعة و التاريخ و الحضارة ... و أعطى ذريعة للنظام المجرم للاستعانة، بدوره طائفيا ،بقوى النظام الملالي الفارسي ، من مليشياته المذهبية البربرية في العراق و باكستان و أفغانستان... حتى اختفى الطابع الوطني و الشعبي و الحقوقي لثورة الشعب السوري و استحالت مواجهة طائفية مقيتة بين " السنة" ممثلين في شيوخ و علماء الإخوان و شتاتهم العسكريتاري في مختلف دول العالم ، و بين محور " الشيعة" بقيادة معممي فارس و عائلة أسد، و امتداداتهم !
●، و ما لم تعترف الأنظمة الرسمية، و النخب المرتبطة بها يومئذ، في جريمة تحالفها و شراكتها مع الغرب و الصهاينة و الفرس لإسقاط نظام صدام حسين، و ما لم يعترف الإخوان المسلمون بجريمتهم، في ما يشتركون ، حتى الآن ، مع الغرب في تسميته ب" الربيع العربي"، الذي كان حروبا أهلية، مكتملة الصفة حطمت كل شيء من مرتكزات الدولة و شظت المجتمعات العربية ، شلوا شلوا، و تركتها تتخبط في أنهار من دمائها ... ما لم يحدث الاعتراف و الاعتذار ، معا، من الأنظمة و التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ، إلى الله و إلى الشعوب و التاريخ... فلن تتدارك الأمة نفسها إلا بعد هلاك هذه النخب جميعا التي تريد أن تكون معاول هدم و حرق في غزو العراق و في " ربيعها العربي"، و في ذات الوقت تتطلع أن تكون أدوات بناء و إنقاذ من بلاويهم! ... بل ستتواصل لعنات تينك الجريمتين لتحطم المعاول و تحرق الأيدي التي كانت سببا في زهق أرواح ملايين البشر الأبرياء و تحطيم تراث أمة موغل في التاريخ .... و قد يكون هلاك تلك الأيدي الآثمة من جنس جرائمها و على أيدي شركائها في تلك الجرائم...
و لا نرى الخلاص إلا في الاعتراف بالإثم العظيم و التوبة منه و الندم عليه ...غير ذلك عزة بالإثم و إطالة لمفاعيل المعصية...
محمدالكوري العربي