هؤلاء و أولئك بهم سفاهة !!
غريب أمر بعض نخب هذا الشعب: حين كان يحكمهم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز كانوا يصفونه بأبشع الأوصاف، و عندما حكمهم ولد الغزواني ، أصبحوا ينعتون ولد عبد العزيز بأفخم الصفات و أجمل النعوت و حولوا صفاته القدحية بالأمس في زمن حكمه و حطوها على ولد الغزواني الحاكم الآن... و يسنعتون ولد الغزواني، تبعا لتقلبهم، بعد رحيله من كرسي السلطة، بالصفات الرائعة لولد عبد العزيز خارج السلطة؛ و لسوف يجمعون مثالب ولد عبد العزيز و ولد الغزواني، و هما في السلطة، و يضعونها على الحاكم القادم! و بمنطق السفاهة، تنقسم نخبة المجتمع، منذ أمس، شرائحيا و إثنيا، ما بين مناصرين للهجرة غير الشرعية و اعتبارها فبركة ، و بين مناصرين لشبكات المخدرات باعتبارها تصفية حساب داخل أجنحة السلطة! فأصبح اكتشاف تجار المخدرات تبييضا، و عناية إلهية، لرجال تجار التجنيس غير الشرعي ... و أصبح قدرنا أن نختار بين معسكر الدفاع عن توطين و تجنيس موجات المهاجرين غير القانونيين من دول الساحل و جنوب الصحراء ، أو الدفاع عن معسكر شبكات المخدرات و المنتفعين منها ماديا و سياسيا و انتخابيا ، مثلما يريدون فرض الاختيار بين ولد عبد العزيز و ولد الغزواني... و لا سبيل غير ذلك! كأن الخطاب الوطني المستنير قد حكم عليه بالتغييب... و إلا لماذا لا يسع هؤلاء و أولئك الخطاب الوطني الذي يرتقي على الشرائحية و اللونية و النفعية، فنقف موقفا وطنيا جامعا ضد طوفان الهجرة غير القانونية و نقف ذات الموقف من طوفان المخدرات و مواد التهليس! ثم لما ذا لا نختفظ بمواقفنا النقدية لنظام الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، بعد ذهابه من السلطة، و نقف بذات المبدئية و الصرامة في النقد للممارسات المشينة و الفساد في ظل نظام الرئيس الحالي، محمد ولد الشيخ الغزواني! أي عبثية هذه في حياة هؤلاء و أي تفاهة في مواقفهم :أن يكتبوا كل القدحيات في نظام ولد عبد العزيز بالأمس ، ثم يكتبون عنه اليوم كل المكارم... و اليوم يكتبون كل المبيقات عن ولد الغزواني ، و غدا، عندما يحل محله ولد حننه، أو ضابط آخر، يبدأون بإطراء الغزواني و التحامل على الحاكم المقبل، كما أطروا محمد ولد عبد العزيز نكاية بولد الغزواني ... فما ذا نصدق من كتاباتكم : ما كتبتم قبل سنوات أو ما تكتبون الآن عن الرؤساء السابقين و من سيقبل إجباره على الاختيار بين معسكر إغراق موريتانيا بالمهاجريبن غير الشرعيين أو معسكر إغراقها بالخدرات ؟ ! و من سيثق فيكم عندما يراكم بهذه الخفة المنطقية و السفاهة العقلية... حتى الذين يتظاهرون بالاهتمام بكم، إنما لفترة مرحلية و يتخلصون منكم... لأنكم بلا أهلية في الثقة!
هؤلاء وأولئك. بهم سفاهة!!
