بين القبيلة والدولة
د.بتار ولد العربي
هناك أمور لا تحمل القسم على إثنين خاصة عندما يتعلق الموضوع بالتسيير أو بشكل أكثر وضوحا بالقيادة، وبصفة أوضح حكم الدول والشعوب. وقد يكون الأمر أكثر صعوبة عندما تسود عقلية البداوة وما يصاحبها من تمييز واختلاف في اللون أو في مكانة اجتماعية رسمها أشخاص ليتباهوا بها ويتنافسون من خلالها في النسب والجاه والمال، ومآرب أخرى وهي لعمري أشياء أكل الدهر عليها وشرب. فماذا نتظر من مجتمع أخذ من القبيلة مرتعا، ومن الصراع منهجا، ومن التباهي والتفاخر مقصدا، مجتمع كان يطيح الأخ فيه بأخيه حسدا، و إبن العم بإبن العم تفاخرا، يعامل فيه بعض الناس كالحمير، ويحتقر فيه من إمتهن مهنة يلتقط من خلالها لقمة العيش...وكيف نتظر بناء دولة من مجموعة تعتقد أن الله ارسلها لتحكم الآخرين، يحلل فقهاؤها الظلم ويشرعون التهميش والغبن ويفتون للحكام بما يشتهون ويريدون، ويبيحون الاختلاط والتبذير والفساد، ويتهمون البريء، ويتقافلون عن الفاحشة، وذاك إنتاج الفكر القبلي وجاهليته.
أما الدولة وفكرها، فلا تبنى إلا على العدل والمساواة أمام القانون، واحترام الأشخاص فلا مكان فيها للجاهل، ولا الظالم، ولا المستبد والمتكبر، ولا تمييز فيها إلا بالكفاءة، ولا قيمة للنسب والحسب، لا يسمح فيها لأحد باحتقار الآخر ولا بسط نفوذه عليه، ولا يجوز فيها لأي حكم أن يفرض قوانين ثقافية أو اجتماعية أو سياسية تخدم أجندته الخاصة وتستهدف خاصيتها...إنها الدولة
فأين نحن منهما؟
إما الدولة، وإما القبيلة
( وفي السماء رزقكم وماتوعدون)
صدق الله العظيم
كامل الود والاحترام
.دكتوربتار ولدالعربي