درج الناس على لوك الالفاظ المفخخة..
ومن اكثر الالفاظ المفخخة في هذه البلاد كلمة البيظان..
انها مفردة قبيحة ومزيفة اذ تجعل الناطقين بالعربية بيضا بالضرورة وهم ليسوا كذلك..
ويماثلها في القبح والاجحاف مفردة الزنوج للتعبير عن غير الناطقين بالعربية..
اللغة لا صلة لها باللون ولا بالقسمات..
فقد يكون المرء داكن البشرة وعربي الانتماء لغة ونسبا
٫ والعكس وارد ايضا.
الأمثل هو اطلاق تسمية العرب على من يتحدث بالعربية كلغة أم..
وهو التعريف العالمي المتفق عليه، وهو وحده الذي يجمع الشامي صاحب القسمات الاغريقية بالعراقي صاحب القسمات الهندوفارسية بالسوداني صاحب القسمات الزنجية.
وهذا شأن كلمة البولاري التي تجمع التكروري بالفلاتي رغم اختلاف لون البشرة والقسمات..الخ.
بعض العرب في موريتانيا ، يعتقدون ان هذه الهوية تزعج غيرهم وهو اعتقاد غير صحيح.
وأذكر فيما أذكر ذلك الميكانيكي ببلدة خاي الذي سألني عن جنسيتي حين كان ينشغل باصلاح سيارتي.. ومازلت اسمع ضحكاته وسخريته مني حين قلت له : انني عربي..
فقال ، انت عربي ..؟
أتظن انني لا اميز بين العرب وغيرهم ؟
وأردف يقول :
التونسي عربي ..واللبناني عربي ..والمصري عربي ..اما انت فأنت "سوراقا"..
قد يتخيل للقارئ : ان سخرية الميكانيكي البسيط من عروبتي بمثابة عدوان وفي ذلك ما فيه من تحميل للكلام والذهاب به بعيدا عن المقصد..
الحقيقة : هذا الميكانيكي البسيط يريد ان يقول انت اقرب الي من العرب الآخرين..
وهذه هي الحقيقة..فبالنسبة له، نعتبر نحن الناطقين بالعربية في هذه الربوع، وبغض النظر عن اللغة، قبائل افريقية طبيعية ومنسجمة في الفضاء الذي وجد فيه نفسه..
خلافا لكل العرب الاباعد والمختلفين في الثقافة والعادات عنه وعنا..
نعم، نحن قبائل النار او السوراقا، نشكل مكونا عريقا في فسيفساء افريقيا الغربية..
وذلك مصدر مهم للثراء الفكري والثقافي..
موقف الميكانيكي المالي هو نفس موقف سائق التاكسي المغربي الذي ما ان يكتشف انك من موريتانيا حتى تسمعه يقول لك موريطانيا ديالنا.
ديالنا هذه في نسقه تعني منا ..أي الاقرب الينا بل الى حد التماهي معنا..ولاتحمل أي معان سياسية توسعية كما قد يتبادر للاذهان المحتقنة والمتفجعة والجاهزة للعراك.
فهو شخص بسيط وليست له فهوم سياسية..
لقد فخخ الساسة وأهل الاعلام قاموس التعاطي اللغوي ودفنوا فيه مصطلحاتهم المنحازة وفي انتظار تنظيفها واعادتها للصواب.. على العقلاء تجنب التوتر والشحناء والتوسع والاستفاضة في التعامل الايجابي مع الجميع.
محمد ولد امين




